Advertisement

عنوان الموضوع الأول

تضع هنا نبذة مختصرة عن الموضوع المراد وضعه , هذا القالب من تعريب أخوكم : باســم .

عنوان الموضوع الثاني

تضع هنا نبذة مختصرة عن الموضوع المراد وضعه , هذا القالب من تعريب أخوكم : باســم .

عنوان الموضوع الثالث

تضع هنا نبذة مختصرة عن الموضوع المراد وضعه , هذا القالب من تعريب أخوكم : باســم .

عنوان الموضوع الرابع

تضع هنا نبذة مختصرة عن الموضوع المراد وضعه , هذا القالب من تعريب أخوكم : باســم .

عنوان الموضوع الخامس

تضع هنا نبذة مختصرة عن الموضوع المراد وضعه , هذا القالب من تعريب أخوكم : باســم .

مصر والجزائر .. المفروض نكون أوعى من كده

كلمة للشعب المصري و الشعب الجزائري



بين الشعبين العديد من المواقف الرائعة و التي تدل على الحب و الأخوة



فلا تخلو الكورة تشعل نار الفتنة بين الأشقاء



لنتحد جميعا و نعطي كرت أحمر للعنف 
 
 
من منطلق الأخوة في الله و التحابب فيه فإننا ندعوا كل الجزائريين و المصريين الأشقاء
إلى تهدئة الأوضاع و إطفاء نار الفتنة بين الشعبين
فأخوة الإسلام تجمعنا و أصل العروبة يتغلغل في عروقنا
فديننا الإسلامي هو دين الأخلاق و الأخوة و التعاون و التسامح و المحبة
و ليس دين التعصب و الظلم و الكراهية
و قد قال تعالى: و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان
و قال أيضا : إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم و أتقوا الله لعكم ترحمون
و قال أيضا في محكم تنزيله : و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم
فالإعلام و للأسف هو من أكبر أسباب توقيد الفتنة و نحن للأسف تأثرنا به ونسينا
قوله تعالي:اذا جاءكم فاسق بنبئ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة
و لنتمثل لأمر ربنا سبحانه و تعالى علينا أن لا نصدق كل ما نسمع من دعايات و أكاذيب ملفقة و ...
فرابطة أخوة الجزائريين و المصريين و كل الشعوب المسلمة العربية و الغير عربية هي رابطة الإسلام أقوى رابطة في الوجود
و لا يمكن لجلد منفوخ ينط هنا و هناك أن يؤثر على هذه الرابطة المتينة المدعمة بمحبة رب الأكوان
و لا ننس بأن بداية نفكك هذه الرابطة لا يؤدي لا لمصلحة المصريين و لا لمصلحة الجزائرين و لا لمنفعة و خدمة أي بلد مسلم
إنما بالعكس فهو سيخدم مصالح أعداء الإسلام و سيكون نصرًا لهم على حسابنا
أما بخصوص أسباب الشرخ بين الشعبين فحتى و لو كان كل ما قيل و سمعنا حدث فعلا من اساءات و قذف بالحجارة و اهانات و سوء ضيافة و ...
من طرف الشعبين فالمتسببون في هذه الأحداث هم فئة قليلة مهما كان عددها لا تمثل كل الشعبين و قد تكون هذه الأفعال نتيجة مدبرات أعداء الاسلام


فمهما حصل يبقى الشعبين المصري و الجزائري كالجسد الواحد إذا تداعى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى


فما يحدث بين المسلمين من فتن طائفية في مختلف بقاع الأرض هذه السنوات هو من جراء ابتعادنا ن ديننا الحنيف الذي لا يفضل بين الناس من عربي و لا عجمي و لا أبيض و لا أسود إلا بالتقوى


فالجزائر لا تنكر فضل مصر عليها من دعمها لها أثناء الحرب التحريرية
و كذلك مصر لا تنكر فضل الجزائر لها من دعمها لها في مختلف حروبها


ففي مسك الختام ندعوا كل من الشعبين الجزائري و المصري لتهدئة الأوضاع و المصالحة و العفو عن الأخطاء لوجه الله
و لنتحد و نتعاون لصد أعداء الله و نصر أمتنا الإسلامية

توقعات بهجمات إرهابية من نساء "وهابيات" بإيران

ذكر موقع "خبر أون لاين" الإيرانى استعانة جماعة جند الله السنية بنساء وهابيات للقيام بجرائم إرهابية وعمليات انتحارية خلال شهر رمضان المبارك.

وقال الموقع إن فى بعض المناطق من أقاليم سيستان وبلوجستان استعد ما لا يقل عن فريقين للقيام بعمليات انتحارية، وتتعقبهما قوات الأمن العسكرية بشدة، لذلك يرى الموقع وجود احتمالات لوقوع عمليات انتحارية خلال شهر رمضان المبارك.


وأعلن الموقع عن عبور زوجة عبد المالك الريجى زعيم جماعة جند الله السنية الذى أعدمته السلطات الإيرانية فى يونيو الماضى إلى داخل إيران لافتا انه من المحتمل أن تشهد ليالى القدر عمليات إرهابية من قبل جماعة جند الله السنية، لذلك يتوجب على قوات الأمن العسكرية السيطرة على الأوضاع بشكل مكثف فى هذه الليالى لمنع وقوع جرائم أخرى فى هذه المنطقة.


ويشير الموقع إلى أن جماعة جند الله السنية تسعى بمشاركة النساء الوهابيات للقيام بجرائم إرهابية وعمليات إنتحارية عن طريق زوجة عبد المالك الريجى.


ويضيف الموقع أن هذه الجماعة تسعى لتهيئة أرضية لاستقرارها و ممارسة نشاطها فى أفغانستان، ولديهم لقاءات مع مسئولين باكستانيين و قوات الإحتلال فى أفغانستان، وبحسب الموقع- أكدت الجماعة على أنها لا تفكر إلا فى الانتقام والقيام بالعمليات الانتحارية.

نجاة 33 عاملا بعد 17 يوما من فقدانهم فى تشيلى


سانتياجو (ا ف ب) - أعلن رئيس تشيلى سيبستيان بينروا الأحد أن عمال المناجم الـ33 المحتجزين منذ 17 يوما فى قاع منجم شمال تشيلى "ما زالوا أحياء" حيث وصلت إشارة منهم.

وعرض الرئيس بينيرا الذى توجه الأحد إلى منجم سان خوسيه على مسافة 800 كلم شمال سانتياجو قطعة ورق التقطها مسبار فرق الإنقاذ وقد كتب عليها بالقلم الأحمر أن "جميع العمال الـ33 فى الملجأ، إننا بحالة جيدة".


وقال بينيرا للتلفزيون التشيلى ملوحا بالورقة "لقد خرجت هذه من أعماق الأرض، إنها رسالة من عمالنا يقولون لنا فيها أنهم أحياء وأنهم متحدون".


ولم يجر أى اتصال مع العمال منذ الخامس من أغسطس ولم يكن يعرف شيئا عن حالتهم قبل الحصول على هذه الورقة.


وجرت قبيل إعلان الرئيس مشاهد فرح بين عائلات العمال التى تخيم منذ أسبوعين فى جوار المنجم، ما أوحى بنهاية إيجابية للحادث.


وصباح الأحد وصلت إحدى المعدات التى تعمل منذ أسبوعين على حفر ممرات، إلى مسافة 20 مترا من ملجأ تحت الأرض يقع على عمق 700 متر تقريبا اعتقد أن العمال الـ33 قد يكونوا لجأوا إليه بعد الانهيار الذى وقع فى المنجم فى الخامس من الشهر الجارى.


وقال وزير المناجم لورانس جولبورن صباح الأحد أن العمل يجرى لإرسال كاميرا إلى هذا الملجأ، معربا عن "تفاؤل معتدل، بعيدا عن السعادة".


الإعلام يريد دائما ‮»‬ جنازة ويشبع فيها لطم‮ «‬

لا جدال ان تعاملات الاعلام بكل انواعه سواء كان مقروءا أو مرئيا أو مسموعا مع أي قضية أو حدث مرهون بحجم ما تمثله من اثارة وليس أي شيء آخر‮.. ‬مثل هذا السلوك يجعل هذا الاداء الاعلامي يتسم في كثير من الاحيان بالقسوة والجنوح للسلبية وانكار الجوانب الايجابية أو تعمد عدم اعطائها المساحة الواجبة من الاهتمام اذن فان مشكلة هذا الاعلام تكمن في ضرورة توافر عامل الاثارة عملا بالنظرية الاعلامية المعروفة‮ »‬اذا عض كلب انسانا فانه يعد خبرا عاديا اما اذا عض انسان كلبا فان هذا هو الخبر الذي يجب ان يحظي بأهمية النشر‮«.‬
انطلاقا من هذا الواقع الذي يتسم بعدم الانسانية فانه من‮ ‬غير الطبيعي ان يتصاعد الاهتمام الاعلامي في عملية تسليط‮  ‬الاضواء المبهرة في شكل عناوين رئيسية وبرامج للتوك شو بهدف تضخيم الجوانب السلبية بشأن القضايا التي يتم تناولها‮.. ‬وعلي العكس من ذلك فإنه وفي حالة ظهور عناصر ايجابية متعلقة بنفس القضية فان الاهتمام يكون باهتا ولا تتاح له نفس الابراز‮.‬
دفعني إلي التعرض لهذه القضية وكمثال علي ذلك ما صدر عن الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة من قرارات تتعلق بقائمة جديدة لتخفيضات في اسعار ادوية اساسية وضرورية‮. ‬واهمية هذا القرار أنه يأتي في وقت يتعالي فيه صراخ المواطنين خاصة محدودي الدخل وغير القادرين من الارتفاع في مصاريف العلاج‮. ‬وكما هو معروف فإنه ليس هناك اغلي عند اي انسان من الحفاظ علي الصحة‮.. ‬ورغم اهمية هذه القرارات فقد لوحظ انها لم تأخذ حقها من النشر والرواج الاعلامي‮. ‬يحدث هذا بينما تابعنا وشهدنا وسمعنا الضجة الهائلة التي تناولت بعض القضايا الصحية واحتلت العناوين الرئيسية في الصحف وموضوعات البرامج التليفزيونية لفترات طويلة وحتي الان‮.‬
ان ما ينطبق علي وزارة الصحة وقضاياها يتعلق ايضا بكثير من الوزارات الاخري‮. ‬نفس الشيء يحدث ايضا بالنسبة للجرائم والموضوعات القضائية حيث يتعرض المتهمون فيها لكل انواع التشهير بالنشر بالكتابة وبالصوت والصورة والتعليقات التي تحتل مساحات كبيرة من النشر والعرض التليفزيوني وعندما يتم الحسم القضائي خاصة بالبراءة فالملاحظ ان لا أحد‮ ‬يهتم ويكون التناول في اضيق الحدود،‮ ‬أخشي ان اقول وانا من اسرة الاعلام ان يكون الاتهام الموجه لهذه الاجهزة هو‮ »‬اننا عاوزين جنازة ونشبع فيها لطم‮« ‬اما الميل لعدم الترحيب بالاخبار الحلوة بالنسبة لنا وللناس فانها وللاسف تعود إلي عدم توافر الاثارة اللازمة من وجهة النظر الاعلامية باعتبارها العامل المهم الذي يجذب اهتمام القراء والمشاهدين‮.‬

اندلاع فتنة بمنطقة القبائل الجزائرية جراء حرق مسجد بإحدى القرى

لجنة الجامع تتهم حزبا علمانيا بمحاولة بناء كنيسة بالمنطقة
الجزائر: بوعلام غمراسة
تحتدم معركة قوية بين حزب جزائري معارض وقائمين على شؤون مسجد حديث البناء بمنطقة القبائل، تعرض للهدم بدعوى أنه يشكل خطرا على كيان ضريح أحد رجال الدين الأعلام بالمنطقة. وطلبت لجنة المسجد من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة «إنقاذه من أبرهة وجيشه»، بينما اتهم قادة الحزب حزبا منافسا بالمنطقة بـ«شن حملة لتشويه سمعته».
ففي أغريب، وهي بلدة صغيرة تقع بولاية تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة)، وتعرف لدى سكان الولاية بضريح «سيدي جعفر»، الذي يملك قدسية بالمنطقة، والفقر والعزلة والخوف من الإرهاب، وقعت حادثة عشية حلول شهر رمضان الحالي، جعلتها محل اهتمام كبير في كامل أنحاء البلاد، تتعلق بحرق جزء من مسجد حديث البناء وهدم معدات استخدمت في بنائه. وتصدى القائمون على المسجد لأشخاص مجهولين حاولوا هدمه عدة مرات، ووقعت مشادات بين الطرفين خلفت جرحى، وحالة احتقان غير مسبوقة بالمنطقة، وأعلن حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، الذي يملك الأغلبية في بلدية أغريب، أنه يعارض بناء مسجد على أساس أنه «سيكون وكرا للسلفيين ودعاة التطرف».
ووجهت اللجنة الدينية للمسجد رسالة إلى الرئيس بوتفليقة، تشكو فيها «جماعة من المجرمين هدموا بيت الله الكريم عشية رمضان، ليقوم مجاهدون وأبناء شهداء (ثورة التحرير 1954 - 1962) وشباب وأطفال ونساء بمعركة للدفاع عن بيت الله دامت قرابة ساعتين، تعرضنا فيها للضرب بالعصي وقضبان الحديد والزجاجات الحارقة والحجارة حتى خارت قوانا، وسالت الدماء منا ولم يسلم من ذلك حتى الأطفال». وجاء في الرسالة أن سكان البلدة يريدون بناء جامع كبير يسع سكانها، وأن أعيان المنطقة اتفقوا على ترميم ضريح «سيدي جعفر»، الذي يبعد أن المسجد الجديد بـ30 كلم.. «لكن نبغت نابغة تدعي حب سيدي جعفر، وأنهم أصحاب سبق وحق، وأن المسجد خطر على الضريح، بينما أغلبهم لا يصلي ولا يعرف عن الإسلام إلا اسمه». واتهمت الرسالة منتخبي «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» المحليين، بـ«تحويل ضريح سيدي جعفر إلى كنيسة، وزعموا أنه مسجد وهو لا يشبهه في هندسته، ويكفي النظر إليه للحكم على حاله».
ووصفت الرسالة زعيم «التجمع» الدكتور سعيد سعدي، من دون ذكره بالاسم، بـ«أبرهة البربر»، وبأنه يدعو إلى انفصال المنطقة عن الجزائر. ودافع القائمون على المسجد عن أنفسهم ضد تهمة الإرهاب والانتماء إلى التيار السلفي المتطرف، وهي أوصاف ساقها الحزب لتبرير منع بناء مسجد جديد. وينحدر سكان أغريب من بربر شمال أفريقيا، ويتواصلون فيما بينهم باللغة الأمازيغية.
وأصدر «التجمع» بيانا أمس هاجم فيه، ضمنا، الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم» وحزب «جبهة القوى الاشتراكية» منافسه العنيد بالمنطقة، وحملهما مسؤولية «تعاظم شأن السلفية» بالقبائل. وجاء في البيان «إن حزبنا هو أول قوة سياسية بالمنطقة، ومن الطبيعي أن يتضامن مع مواطنيها الذين رفضوا أن يُفرض عليهم إسلام غريب على حساب الإسلام الذي آمن به أسلافنا.. الإسلام المرادف للسلم والتسامح». وتحدث الحزب عن «تغلغل الإرهاب تحت غطاء السلفية إلى بلدتنا، بحجة بناء مسجد جديد، في حين أن جامعنا القديم موجود وتم ترميمه بسواعد أبناء القرية».

ملكة جمال أميركا المسلمة تعارض موقع مسجد نيويورك


بعد أن أثار الرئيس باراك أوباما ضجة لاشتراكه في النقاش عن بناء مسجد بالقرب من «غراوند زيرو» (مكان مركز التجارة العالمي الذي دمره هجوم 11 سبتمبر «أيلول» سنة 2001)، دخلت أمس النقاش، ريما فقيه، المسلمة اللبنانية الأصل التي فازت بلقب ملكة جمال أميركا، وتشارك اليوم في منافسة ملكة جمال الكون. وبينما أيدت ريما فقيه بناء مساجد في أي مكان، دعت إلى مراعاة حساسية عائلات الذين قتلوا في هجوم 11 سبتمبر، واقترحت نقل المسجد إلى مكان آخر. وأمس خرجت مظاهرة معادية أمام المسجد، اشترك فيها عدد ليس بكبير. ونظم المظاهرة «اتحاد تخليد غراوند زيرو»، واشترك فيها عدد من رجال الشرطة والإطفاء، ومن عائلاتهم، الذين أسرعوا إلى مركز التجارة العالمي عند الهجوم عليه، وقتل بعضهم عندما انهار البرجان. في نفس الوقت، أعلن نيوت غنغرتش، من قادة الحزب الجمهوري، ورئيس سابق لمجلس النواب، أنه لن يخطب في مظاهرة أخرى خطط لها يوم 11 سبتمبر، ذكرى الهجوم.
وقال مراقبون في واشنطن إن غنغرتش، في البداية، تحمس ضد بناء المسجد، وتحدث في تلفزيونات وإذاعات منتقدا. لكن، مع احتمالات أنه سيترشح لرئاسة الجمهورية ضد الرئيس أوباما سنة 2012، ومع زيادة أصوات في الجناح المعتدل للحزب الجمهوري بأن معارضة المسجد تثير العواطف ولن تكون، في نهاية المطاف، في صالح الحزب الجمهوري، تراجع غنغرتش. وأمس، قالت مواقع في الإنترنت شجعت الاشتراك في المظاهرة إن بناء مسجد في ذلك المكان يعتبر «إهانة كبيرة». وحسب استفتاء أجراه تلفزيون «سي إن إن»، عارضت نسبة 70 في المائة تقريبا بناء المسجد في ذلك المكان. ونقل التلفزيون على لسان حاكم نيويورك، ديفيد باترسون، بأن معارضة بناء المسجد في ذلك المكان «يوضح أن جراح هجمات سبتمبر لم تندمل بعد». وأضاف: «للاستعجال بالشفاء علينا خلق ظروف ملائمة يشعر فيها الناس بالمزيد من الارتياح». ونقلت وكالة «يو بي آي» على لسان ملكة جمال أميركا اللبنانية الأصل، ريما فقيه، أنها تؤيد الرئيس أوباما بشأن الحريات الدينية، لكنها دعت المسؤولين عن بناء المركز إلى التفكير بما تشعر به عائلات الضحايا. وفي مقابلة مع مجلة «إنسايد إيديشن» الفنية الأميركية، قالت فقيه، وهي مسلمة وأعلنت أنها تصوم شهر رمضان: «أنا أؤيد الرئيس أوباما تأييدا كاملا في تصريحه عن الحقوق الدستورية وحرية الدين».
لكنها، وعمرها 24 سنة، وهي تستعد للاشتراك في مسابقة ملكة جمال الكون في لاس فيغاس (ولاية نيفادا) اليوم، أنه على الرغم من دعمها لحرية الدين في أميركا، «على الناس الذين يقفون وراء بناء المسجد أن يفكروا في مشاعر عائلات الذين فقدوا أحباءهم في 11 سبتمبر 2001. وعلى لسان صحيفة «نيويورك بوست»، قالت: «أتفق في الوقت نفسه مع القائلين إنه يجب ألا يكون بهذا القرب من مركز التجارة العالمي. يجب أن نعنى بالمأساة أكثر من عنايتنا بالدين».
ولدت ريما فقيه في لبنان، وكبرت في ولاية ميتشيغان، وهي واحدة من بين 83 مشتركة في مسابقة ملكة جمال الكون التي ستقام اليوم. جدير بالذكر أن «ريما» واحدة من بين 10 متنافسات يتوقع فوز إحداهن بالمسابقة التي يتابعها عبر التلفزيون أكثر من 700 مليون شخص في 150 دولة حول العالم، بحيث ستكون لو حالفها الحظ أول مسلمة يتلألأ تاج الجمال الكوني على رأسها. وأشار مراقبون وصحافيون في واشنطن إلى أن فوز فقيه بلقب ملكة جمال الولايات المتحدة في مايو (أيار) الماضي فتح الباب أمام نقاش وتعليقات كثيرة لأنها أول مسلمة تفوز بهذا اللقب. واشترك في النقاش أميركيون متطرفون قال بعضهم إن فوزها «مؤامرة إسلامية». وأشارت المعلقة المحافظة ديبي شلوسيل إلى خلفية ريما فقيه الشيعية. ووصفتها بأنها «إرهابية». وسمتها «ملكة جمال حزب الله». ويتوقع أن تثير تصريحات ريما فقيه عن مسجد نيويورك مزيدا من النقاش، وربما من جانب مسلمين تعليقا على قولها، الذي نسبته لها صحيفة «نيويورك بوست»: «يجب أن نعنى بالمأساة أكثر من عنايتنا بالدين». وأشار مراقبون وصحافيون في واشنطن إلى أن دخول أوباما النقاش عن المسجد سبب له مشكلات سياسية كثيرة. لكنه، يوم الأربعاء الماضي، جدد موقفه المؤيد لبناء المركز الإسلامي، وقال إنه غير نادم على تصريحه الذي أعلنه خلال حفل إفطار أقامه في البيت الأبيض، في ثالث أيام شهر رمضان، عندما أكد أن «للمسلمين الحق في ممارسة شعائرهم الدينية، شأنهم شأن أي شخص آخر في الولايات المتحدة».
وكان أوباما دافع عن بناء المسجد باسم «حرية العقيدة»، التي يكلفها الدستور الأميركي. وأضاف: «وهذا يشمل حق بناء مكان للعبادة ومركز للجالية على أرض خاصة في مانهاتن (قلب مدينة نيويورك) وفقا للمراسم والقوانين المحلية». وكرر أوباما أن الالتزام بالحريات الدينية، دون استثناء، من السمات المميزة للولايات المتحدة.
وكان أوباما، في حديثه خلال إفطار رمضان في البيت الأبيض، قال إن أول إفطار بالبيت الأبيض استضافه الرئيس توماس جيفرسون منذ أكثر من مائتي سنة. وقال أوباما إن الولايات المتحدة شهدت جدلا في الماضي حول بناء معابد يهودية وكنائس كاثوليكية.
وأمس، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) أنه «من دون جدل أو احتجاجات، يؤدي مسلمون يوميا صلواتهم في قاعة داخل مبنى البنتاغون، على بعد خطوات من المكان الذي تحطمت فيه طائرة يوم هجوم 11 سبتمبر». وأضافت الوكالة: «يتناقض الهدوء الذي يسود قاعة الصلاة التابعة لوزارة الدفاع مع الجدل الذي يثيره في نيويورك مشروع بناء مسجد على بعد شارعين من الموقع السابق لبرجي التجارة العالمية اللذين دمرا في هجوم 11 سبتمبر».
وقال جورج رايت المتحدث باسم الجيش: «لم اسمع أبدا أي شخص يتذمر». وفوق رؤوس المصلين علقت صورة لمبنى البنتاغون يعلوها رسم النسر الأميركي، وعبارة: «موحدون في ذكرى 11 سبتمبر». وتستقبل القاعة، وهي مدنية أكثر منها دينية، مصلين من طوائف أخرى، منها: بروتستانت وكاثوليك ومورمون وهندوس ويهود. وذكر أن جنودا بوذيين طلبوا السماح له بالصلاة في القاعة. وقال «فيصل»، أحد المصلين إن عدد الحضور زاد منذ بداية شهر رمضان. وأكد أن دينه لا يطلب منه تدمير جدران قلعة أكبر قوة مسلحة في العالم. وقال إن حرية عقيدته، وممارسة فروضه الدينية في البنتاغون أمر عادي.

لوحة زهرة الخشخاش .. عمار يا مصر

يتابع الرئيس حسني مبارك أولا بأول‮ ‬تطورات التحقيقات في سرقة لوحة زهرة الخشخاش للفنان العالمي فان جوخ من متحف محمد محمود خليل وحرمه بالجيزة‮.. ‬صرح بذلك أمس فاروق حسني وزير الثقافة‮.‬
وقد كشفت معاينة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود لمتحف محمود خليل عن أسرار خطيرة أدت وسهلت سرقة لوحة‮ »‬زهرة الخشخاش‮« ‬اكدت المعاينة ان جميع أجهزة الانذار بالمتحف معطلة‮.. ‬كما ان المتحف به ‮٣٤ ‬كاميرا منها ‮٦٣ ‬كاميرا لا تعمل تماما‮.. ‬و‮٧ ‬كاميرات كفاءتها‮ ‬غير كاملة‮.. ‬وأوضحت المعاينة‮ ‬ان المراقبة شكلية‮.. ‬كما ان محاضر اثبات مقتنيات المتحف التي تتم كل يوم وهمية‮.. ‬وأكد النائب العام انه سبق ان نبهت النيابة إلي ان الاهمال في تأمين المتاحف يهدد كل مقتنياتنا الاثرية والفنية بالسرقة والضياع‮.. ‬وتبين من المعاينة ان اللوحة تم نزعها من البرواز بآلة حادة‮.. ‬وان الحجرة المواجهة للحجرة التي سرقت منها اللوحة بها لوحة ثمنها ‮٠٨ ‬مليون دولار‮. ‬وقرر النائب العام منع محمد محسن عبدالقادر شعلان وكيل أول وزارة الثقافة رئيس قطاع الفنون التشكيلية و‮٨ ‬آخرين من العاملين بالمتحف من السفر وادراج اسمائهم علي قوائم الممنوعين من السفر‮. ‬كما اصدر فاروق حسني وزير الثقافة قرارا بوقف جميع المسئولين في المتحف عن العمل بمن فيهم رئيس قطاع الفنون التشكيلية لحين انتهاء التحقيقات‮.. ‬واضاف انه تم ابلاغ‮ ‬الانتربول لملاحقة الجناة‮. ‬وقرر حبيب العادلي وزير الداخلية تشكيل فريق بحث لكشف‮ ‬غموض الحادث يشرف عليه اللواء عدلي فايد مساعد أول الوزير لقطاع الامن والامن العام‮.. ‬وتم توزيع نشرة بصورة اللوحة علي جميع المطارات والمنافذ البحرية والبرية‮.. ‬كما يقوم رجال المباحث بفحص جميع العاملين والمترددين علي المتحف‮.. ‬خاصة من قاموا بزيارة المتحف يوم الحادث‮.. ‬وتبين انهم ‮١١ ‬سائحا من الإيطاليين والاسبان والروس‮.‬


 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البيان التالي في اليوم التالي للسرقة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  
أعلن وزير الثقافة المصري فاروق حسني في مساء أمس أن قوات الأمن في مطار القاهرة ضبطت مساء السبت لوحة فان غوخ المسروقة «زهرة الخشخاش» مع شاب وفتاة إيطاليين كانا يستعدان للسفر إلى إيطاليا.
وكانت مصادر وزارة الثقافة المصرية اعلنت في وقت سابق أمس إن مجهولين قاموا بسرقة لوحة زهرة الخشخاش، للفنان العالمي الراحل، الهولندي فان غوخ، من متحف محمود خليل بالقاهرة صباح أمس.
وقال بيان للوزارة إن الوزير فاروق حسني أصدر قرارا عاجلا بإجراء تحقيق إداري مع كل المسؤولين بالمتحف، ومع قيادات قطاع الفنون التشكيلية بالوزارة إثر قيام مجهولين بسرقة اللوحة.
وقال البيان إن الوزير قام بإجراء اتصالات عاجلة مع الأجهزة الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة في كافة منافذ البلاد الجوية والبحرية والبرية لعدم تسرب اللوحة إلى خارج البلاد.
يذكر أن لوحة زهرة الخشخاش كانت أثيرت حولها ضجة عندما سرقت في عام 1978 من نفس المتحف بالقاهرة وأعيدت بعدها بقليل إلى المتحف بطريقة غامضة.
ونظرا لأهمية لوحة فان غوخ وقيمتها الفنية الرفيعة، خصص مسؤولو المتحف لها قاعة خاصة، تعرض فيها اللوحة بمفردها، وذلك في الطابق الأول بالمتحف. وتم طلاء هذه الغرفة باللون الداكن، حتى لا يؤثر الضوء على ألوان اللوحة، كما وضعت بالقاعة مجموعة من المقاعد لإتاحة الفرصة أمام زوار المتحف لرؤيتها والاستمتاع بها.

مانشتات جرائد قديمة .. حرب اكتوبر .. الجزء الثالث


























مانشتات جرائد قديمة .. الجزء الثاني




















مانشتات جرائد قديمة .. الجزء الأول






















خالد الجندي .. ما فائدة اللقطات القذرة في الأفلام ؟

أنا مثقف فنياً هكذا بدأ الشيخ خالد الجندي الحوار مع الإعلامي مجدي الجلاد من خلال برنامج "اتنين في اتنين " وسأل الجلاد عن سبب اتهام الشيخ الجندي للمخرج خالد يوسف والدعوة لمقاطعته ؟!

وأجاب الشيخ الجندي : أنا لا اختلف مع المخرج خالد يوسف فهو مخرج عالمي وتلميذ الرائع يوسف شاهين فقط أنا أدعو لمقاطعة الأفلام التي تحمل مشاهد جنسية فاضحة ومشاهد عري حتي وإن قيل أنها موظفه في سياق الدراما فمن المؤكد أن القائمين علي العمل سيجدون لها توظيف .

الجلاد : البعض يقول أن القرآن ذكر قصة "أهل لوط" وسيدنا يوسف وامرأة العزيز بكل صراحة ؟!
ورد الشيخ خالد : القرآن فيه صراحة للأحداث وإنما ما يحدث هو وقاحة ، والقرآن حين حكي قصة "أهل لوط " لم يصوروا المشاهد الجنسية وذكر لفظ فقط ولم يذكر أي نوع من اللقاء الجنسي .
وهذا ما يجعلنا نسأل ما فائدة اللقطات "الوسخة "بالأفلام وما القيمة التي تعطيها

قنابل مفيد فوزي

أطلق الاعلامي مفيد فوزي قنابله في كل مكان .. شن هجوما حادا على الاعلامي عمرو أديب والاخوان المسلمين والاعلامي اللبناني طوني خليفة ...

قال فوزي للاعلامية منى الحسيني في " حوار صريح جدا" .. نعم قدم أي اعلامي مصري بمليون طوني خليفة لأنه اعلامي فاشل يحاول استفزاز ضيوفه فقاطعته منى الحسيني : اذن لماذا قبلت الحوار معه وانت قلت هذا الكلام لأنه واجهك بما يقال عنك من انك مستفيد فوري ...


ورد مفيد فوزي .. أنا قبلت الحوار لأن الذي دعاني اليه هو صديقي طارق نور صاحب قناة القاهرة والناس ...


وحول خلافه مع عمرو أديب قال مفيد فوزي : عمرو لا يعيش له مذيع وواجهته منى الحسيني لكنك كنت تعمل معه وهناك أناس مستمرين معه مثل عزت أبو عوف ومحمد شردي فقال مفيد فوزي : دول ناس طيبين .. في تلميح الى أن عمرو ما بيحبش حد يكون في مستواه أو أحسن منه ...


وحمل مفيد فوزي الاخوان مسئولية محاولات زعزعة النظام والحراك السياسي وقال أنهم مثل خفافيش الظلام يبحثون عن دور ...

دينا .. أختي منتقبه ؟

تحدثت دينا عن عائلتها و اهلها خلال لقائها بايناس الدغيدى في برنامج ( الجريئة والمشاغبون) قائلة:

أهلى هم مصدر علمي وثقافتى .. والدى كان مهندس لاسلكي ويتحدث 8 لغات وهو الذي اشركنى في فرقة رضا .. ولكن عندما توجهت للرقص الشرقي رفض لفترة بسبب خوفه علي ولكنى اقنعته " .


اما عن والدتها فقالت: والدتى متعلمة ومثقفة جدا وخريجة جامعة روما ... و تتحدث 3 لغات .. اهتمت بتعليمنا انا واخوتى وتحترم جدا حريتنا في ارائنا واختياراتنا " .


وعن اختها قالت " عندي اخت كانت تغنى فهى خريجة المعهد وكانت تغنى اوبرا كما غنت معي شرقي .. ولكنها اعتزلت وانتقبت .. وهذا بعد ان حضرت دفنه زوجي سامح .. مع ان انا لم احضرها ووقفت في الخارج ولكن هى دخلت وحضرت الدفنه وفي اليوم التالى على الفور انتقبت "


سألتها ايناس عن علاقتها بأختها وهى راقصة والاخرى منتقبة فقالت دينا " علاقتى بأختى جيدة جدا .. واذا جلسنا معا لا تتحدث معي في اى شئ ولا تتدخل في حياتي وهذا اساس علاقتنا عدم التدخل في حياة الاخر " .


شيء مبدع .

رولا جبريل

كنا ننتظرها بشغف كبير، خصوصا بعدما أضفت الإعلانات البراقة حالة من الوهج، فهى فلسطينية بدأت رحلة نجاح طويلة من الوطن اللاجئ، وحتى الصفوف الأولى من الإعلام الغربى. وعلى قدر كل هذا الانتظار.. كانت الصدمة، فشخصية إعلامية بارزة مثل "رولا جبريل" حاورت شخصيات بارزة على المستوى العربى والدولى، وهزت بحوارتها أحداثا سياسية مهمة، مما جعلها تحمل لقب "المحاورة الشرسة" وتقدم أكثر البرامج التلفزيونية نجاحا وتأثيرا في إيطاليا، ولها ثلاثة كتب وضعتها في مصاف أهم الأديبات الإيطاليات الشابات.. كما أن طريقتها المباشرة والواضحة في النقاش، جعلت التلفزيون يعرض عليها، بغض النظر عن أصلها العربي، عقدا لمدة سنتين، ثم عقدا مدى الحياة، وانتقلت بعد ذلك إلى برنامج يطرح قضايا الساعة عبر العالم.

وفى أحد حوارتها المهمة، أحرجت رولا وزير الإعلام الايطالي، حين ذكرته في برنامجها بتصريح سابق له حول الأجانب ورميهم في البحر، فتساءل "من هذه السيدة السمراء؟". هذا التساؤل العنصري جعل المذيعة الشرسة تترك اللقاء، وأدى إلى الإطاحة بالوزير الذي استقال من منصبه بعد ثلاثة أيام بالضبط.


وعندما جاءت رولا جبريل الى مصر، وتعاقدت مع قناة " القاهرة والناس" التى يملكها "حوت" الإعلان فى مصر "طارق نور" لتقدم برنامجا يحمل اسم "باب الشمس" وهو نفس الاسم الذى اختاره المخرج يسرى نصر الله لملحمته السينمائية عن القضية الفلسطينية، لم تفكر بعقليتها الخاصة التى أوصلتها الى مرتبة الإعلاميين العالميين، بل إنها فكرت بنفس الطريقة الذى يفكر بها طارق نور ومذيعو الدرجة الثانية فى مصر.


ببساطة، لم تقدم رولا جبريل فى برنامجها الأول فى مصر أى جديد، نفس الضيوف الذين تتم استضافتهم فى كل القنوات المصرية والعربية، نفس الديكور الجاف، ونفس الأسئلة، وحتى طاقم الإعداد المصرى هو نفسه الذى يشارك فى كل البرامج، الشيء الوحيد فى برنامج "باب الشمس" كان رولا جبريل نفسها، مذيعة متحررة ترتدى ملابس عصرية بديعة، طلاقتها فى الحديث دون أى حسابات مع الضيوف كما يفعل غالبية المذيعيين، طريقة الحوار الذكية جدا، والحساسة جدا.


لكنها لم تستغل مواهبها الحقيقية فى موضوعات جديدة، وشخصيات لها وزنها، فمن غير المعقول أن تحاور رولا جبريل شخصيات مؤثرة فى كل مكان، وتأتى الى مصر لتحاور فيفى عبده ومحمد هنيدى وخالد يوسف.


فكانت التوقعات تشير الى أنها ستأتى الى مصر وبحوزتها مفاجآت كبيرة، أو برنامج قوى يخرج عن أنماط البرامج المصرية الركيكة التى ترى فى المشاهد أنه مجرد إنسان متواضع الأحلام، يحب رؤية النجوم صباح مساء، ولا يكل من موضوعات النميمة والفضيحة، لكنه الدخول الخاطئ الى أرض مليئة بالموضوعات الشيقة.


فى الحلقات الأولى من برنامجها التقت رولا جبريل بالممثل الكوميدى المصرى محمد هنيدى، ثم التقت بالمخرج خالد يوسف. وفى الحلقتين بدت رولا جبريل أعلى من ضيوفها بعدة درجات، مما يعنى أننا أمام حوار غير متوازن بالمرة، فلقاؤها مع هنيدى كشف عن ممثل ضحل فكريا، لا يرى سينما خارج بلده، ولا يحلم إلا بإيرادات السوق 

ومنافسة مجموعة من الممثلين الأقزام أصلا، وأن كان يتمتع بخفة دم طبيعية غير مصطنعة.

فلم يضم الحوار نقاط اشتباك كثيرة، نظرا لكون هنيدى شخصية غير مثيرة للجدل أصلا. وعلى العكس من هذه الحلقة، كان حوارها مع خالد يوسف، الذى يملك كل مواهب السيطرة على المذيعين الذين يتحدثون معه، إلا أنه فشل مع رولا جبريل فشلا ذريعا، جعله ضاجرا وناقما بصورة ملحوظة، خصوصا بعدما سخرت من آرائه السطحية حول السينما فى مصر والعالم، فبطريقة هادئة ورصينة، استطاعت المذيعة النيل من ضيفها وذبحة بسكينة باردة.


تحدثت رولا عن المشاهد والإيحاءات الجنسية التي تظهر في أفلامه والتي تختلف عن ما يقدمه الآخرون من المخرجين المصريين والعرب. بل إنها طريقة لجذب الجمهور، فرد خالد يوسف مدافعا: إن السينما المصرية تتجه إلى ما أسماه بالتحجب، موضحا أنه يختلف عن الحجاب، وأن ما يظهره هو موجود بالفعل في المجتمع المصري. وهو يظهر الفتاة التي تعجب بجسدها وتظهره من خلال ملابسها الضيقة والمكياج وما الى ذلك..


مما أثار استياء رولا من أنه يظهر هذا النموذج فقط من الفتيات في مصر، خصوصا فى فيلمه الأخير "دكان شحاته" والذى قدم فيه هيفاء وهبى كفتاة صعيدية، ترتدى ملابس لا تتفق مع روح الصعيد أو عادته فى مصر.


ووجهت رولا سؤالها إلى ضيفها عن نيته إخراج فيلم عن حرب أكتوبر، وأنه قد تلقى الدعوات الرسمية للقيام بهذا العمل.. أكد أنه يتمني القيام بهذا الفيلم وأنه بالفعل وجهت إليه الدعوى لهذا الفيلم.. وأنه سيظهر من خلال الفيلم قوة واستبسال الجندي

المصري.. فقالت رولا إن الجندي المصري خاض الكثير من الحروب، فلماذا هذا الفيلم تحديدا؟ وألمحت رولا إلى أن الفيلم سيؤدي إلى تعارض مع مبادئه المعارضه لنظام الحكم الذي يتصل اتصالا قويا مع أحداث الحرب.. فأكد خالد يوسف أنه يعترف بأن الرئيس صاحب قرار الحرب.

بسؤال رولا جبريل للمخرج خالد يوسف عن مساندته للدولة الإيرانية من خلال تصريحاته التي توحي بذلك.. فقال إنه ضد الدولة الدينية بجميع أشكالها.. وأنه من أنصار الدولة العلمانية.. لكن إيران يمكن استخدامها في صالح العرب، وأن من الخطأ وضعها بنفس الخانة مع إسرائيل.

وصل الحوار الى قمة السخرية، عندما تحدثت مقدمة البرنامج عن حلم العالمية، وهل أفلام خالد يوسف ترقى الى أن تقدم كأفلام مهمة فى تاريخ السينما المصرية والعالمية، فرد خالد يوسف وقال: إنه لا يسعى ولا لديه أى طموح للحصول على لقب مخرج عالمي.. واصفا السينما الأمريكية بالتجارية وصنف نفسه بأنه مخرج جماهيري.. مما أثار اندهاشها بهذا التعريف الجديد، والذي طالبت منه تفسيره، فقال إنه مخرج في خدمة المشاهد والجمهور.. مما جعلها تختم الحلقة وهي تقول إن المخرج خالد يوسف في خدمة الشعب كالشرطة.. فقال إنه يتشرف بأن يصبح في خدمة الشعب.

تامر حسني .. إيه الكلام ؟

لا ادري لماذا يتم الربط دائماً وأبداً بين الفنان الموهوب النابغة تامر حسني وبين البنات وجنون البنات وصرع البنات ؟
آراء الفنانين والمنتجين وكل من هم في الوسط المحيط به لا يعترضون أبداً على أنه مغني ناجح .. ذلك لا شك فيه ، إنما وجه الخلاف الدائم هو في أسلوب الدعاية لنجم الجيل

كتلك الحفلة التي كانت في المغرب والأخري في تونس .. لا حول ولا قوة الا بالله .. لا تقولش مركب مغناطيس في شعر صدره ؟

اتصالات تليفونية على الهواء مباشرة وصور له على الشبكة خادشة للحياء .. فلنوجه رسالة جماعية لتامر مضمونها ..
بص يا تامر بالنيابة عن اعضاء مدونة الباكي .. انت صوتك حلو .. كلنا بنحب صوتك واحساسك العالي في الغناء .. انما سيبك من حتة الدعاية الفاشلة اللي انت بتتبعها دي لأن بجد والله .. اللي مش بيحافظ على نعمة ربنا بتزول من وشه .. وانت وشك جميل .. فحرام عليك تضيع نفسك .

ذات يوم كان هناك لقاء تليفزيزني لتامر حسني على قناة دريم وسألته المقدمة للبرنامج سؤالاً ومحتواه .. ايه اللي انت بتتمناه أو اكتر حاجه بتتمناها.. أجابها تامر قائلاً ..

مش عايز اقضي عمري كله بغني .. عايز اوصل لمرحلة معينه واعتزل خالص عشان ربنا ما ياخدنيش وانا بغني ..؟

طيب يا تامر لما انت فاهم ومقدر الموضوع وفاهم أبعاده .. لازمته ايه موضوع البنات ده .. ولا انت بتعمل لنفسك دعاية وبتتلائم ع الناس ولا إيه الكلام .. أنا بستغرب فعلاً .

صور عملات قديمة جداً












ربيع الفضوليين




سئل الليل: ألم تسأم ارتداء الثياب السود؟ .
فأجاب الليل: لو ارتديت ثياباً بيضاً لاختفي بهاء النجوم ولاضطر الشعراء إلي تمزيق الكثير من قصائدهم .
وسئل الكرسي: ماذا تتمني في هذه السنة؟ .
فأجاب الكرسي: أتمني أن أتحول عصياً تضرب الجالسين علي بغير استئذان .
وسئل الغراب: ألا تخجل من خوف لا يفارقك، ويسميه أنصارك حذراً؟ .
فأجاب الغراب: خوف يحفظ الحياة خير من شجاعة تجلب الهلاك .
وسئل المستنقع: لماذا لا تطرد الضفادع وتمنعها من البقاء في مائك؟ .
فأجاب المستنقع: كل مستنقع بلا ضفادع هو مقبرة بلا موتي وحقل بلا شجر .
وسئل السيف: هل صحيح أن السيوف لها أيضاً أيام سود وأيام بيض؟ .
فأجاب السيف: كل سيف له يومه الأسود حين يرغمه الحمقي علي تقشير البصل وتقطيع البطاطا .
وسئل السقف: أأنت مبصر أم أعمي؟ .
فأجاب السقف: كنت في قديم الزمان مبصراً، ولكني اخترت العمي اشمئزازاً مما رأيت .
وسئلت النجمة: لماذا كنت تناقشين القمر بغضب وارتجاف؟ .
فأجابت النجمة: كنت أحاول إقناعه بفوائد هجرته إلي كواكب أخري، فأبي الاقتناع، وسخر مني .
وسئل الضبع: لماذا تأكل الجيف؟ .
فأجاب الضبع: أتسألون عن جيف الحيوان أم عن جيف الإنسان؟ .
وسئل الصقر: لماذا تحلق عالياً؟ .
فأجاب الصقر: حتي لا أسمع ثرثرة عن الحرية ومحاسنها، تصدع الرأس وتنتف الريش .
وسئلت البقرة: ماذا تقولين حين تخورين؟ .
فأجاب البقرة: أطالب هيئة الأمم المتحدة بأن تعترف بدولة الأبقار، وتسمح لها بالانضمام إليها حتي يتاح
للجميع خدمة الديمقراطية .
وسئلت السيارة: ما رأيك في الشائعات الرائجة حول تشابه خفي بينك وبين الناس؟ .
فأجابت السيارة: أستطيع التأكيد علي أنه لا وجود لأي تشابه، فأنا أسير إلي أمام وإلي وراء بينما الناس
يسيرون إلي وراء فقط متوهمين أنهم يسيرون إلي أمام .

وطن آخر موضة





قال السائح العربي الذائع الصيت ابن بطوطة: رغبت في زيارة بلد عربي يحكي كثيراً عن تقدمه وتطوره
وحفاظه علي أصالته العربية، وقصدته بلا إبطاء في طائرة ركاب تابعة له، فإذا كل المضيفات أجنبيات من
دون لطف وتهذيب يشفعان لقبحهن الوقح، وأخبرتني واحدة منهن أنه لا توجد أية مضيفة تعرف اللغة
العربية، وكان صوتها يكشف عن إيمانها بأن كل متكلم باللغة العربية متخلف يستحسن الابتعاد عنه، فاحمر
وجهي، وقلت لنفسي: سيأتي يوم قريب يصبح فيه العربي مضطراً إلي الإعتذار لكونه يتكلم اللغة العربية.
وما إن وطأت قدماي أرض المطار حتي رأيت أناساً ينتمون إلي كل الجنسيات، ولم أر واحداً من أهل البلد
الأصليين، وحكي لي صديق مقيم بذلك البلد أن رجل دين دعا المسلمين إلي صلاة استسقاء في أحد
المساجد طلباً للمطر، وتمت الصلاة، ولكن الأمطار انهمرت فقط في الهند وباكستان لأن معظم المصلين
كانوا من الهنود والباكستانيين، ولما تجولت في الشوارع، تأكدت من أن الأمطار هطلت أيضاً في الفليبين،
وأخبرني رجل بريطاني بصوت متذمر أنه يحتاج هنا إلي اللغة الإنكليزية أكثر مما يحتاج إليها في لندن.
وأردت التعرف إلي بعض أدباء البلد، فقيل لي إن أكبر شاعر مقيم بلاس فيغاس، وأهم صحفي يزور البلد
مرة كل سنتين، وأفضل باحث يدرس في جامعة غربية ويعاني ويلات الرسوب، وأخطر كاتب موجود في
اليابان للحصول علي توكيل لسيارات تويوتا، وأحسن روائي هرب من زوجته، واختبأ في مكان مجهول،
فقلت لنفسي: ليس لي سوي الجرائد.
واشتريت جريدة من جرائد البلد، ففوجئت بها كثيرة الصفحات، ثقيلة الوزن إلي حد أن عجوزاً مثلي يحتاج
إلي استئجار شاب مفتول العضلات لحملها، وبادرت إلي الإطلاع عليها بفضول، فرأيت فيها القليل من
الأخبار والتعليقات التائهة وسط أدغال من الإعلانات عن سلع من مختلف بلدان العالم، ولونشرت الجريدة
إعلاناً عن بيع نساء وأطفال بالتقسيط المريح لما استغربت، وازداد إصراري علي مقابلة واحد من أهل
البلد، فقيل لي إن الرجال يقضون فصل الصيف في بانكوك والنساء في لندن والأطفال في باريس، فغادرت
البلد شديد الإعجاب بأسلوبه الفريد في الحفاظ علي أصالته العربية .

الكراسي المجنحة





الكراسي ليست متشابهة، فالكرسي الذي يجلس عليه الزوج التعبان مساء قبالة جهاز التلفزيون يختلف عن
الكرسي الذي يجلس عليه ضابط الشرطة الماثل أمامه متهم يابس الرأس يأبي الاعتراف بما هو مطلوب
منه علي الرغم من أنه تعرض لشتي أنواع التعذيب، والكرسي الذي يجلس عليه مواطن في مقهي ليس
كالكرسي الذي يجلس عليه أستاذ جامعي منهمك في التحدث إلي طلابه وهو يشعر أنهم صلصال يتكون بين
أصابع يديه مثلما يريد، والكرسي الذي يجلس عليه الموظف الصغير لا علاقة له بالكرسي الذي يجلس
عليه الوزير محاطاً بمن هم مستعدون لإطاعة الأوامر قبل أن تصدر، والكرسي الذي تجلس عليه امرأة في
عيادة طبيب محتضنة طفلها المريض ليس كالكرسي الذي يجلس عليه صحافي يكتب كل يوم موزعاً
نصائحه علي رؤساء دول العالم، وما يكتبه هو أوامر صارمة تنكرت في هيئة نصائح أخوية، والكرسي
الذي يجلس عليه التلميذ يوم الامتحان ليس كالكرسي الذي يجلس عليه المليونير المتذمر من عجزه عن
إحصاء الملايين التي يملكها، والكرسي التي تجلس عليه طفلة في حديقة عامة ليس كالكرسي الذي يجلس
عليه الراغب في بيع بلاده شققاً مفروشة وبأسعار مخفضة غير قابلة للمزاحمة.
الكراسي ليست متشابهة، فولاة الأمر لهم كراسيهم الوثيرة التي يتقنون الحفاظ عليها، ولكنهم في الآونة
الأخيرة تبدلت أحوالهم، وتحولوا قطعاً من اللحم المقدد ترتجف فزعة من مستقبل غامض مجهول، وشعروا
أول مرة في حياتهم أن كراسيهم تبدلت أيضاً، وتمتلك أجنحة غير مرئية، وتتأهب للطيران بعيداً عنهم،
فسارعوا قبل أن يفوت الأوان إلي فعل كل ما يسعد حاكم العالم، الخافض، الرافع، وصانع الكراسي ومختلق
القاعدين عليها بغية إقناعه بأنه لن يجد خدماً أخلص وألطف، ولكن كل ما فعلوه كان بغير جدوي، ولم يحظ
إلا بمزيد من الغضب والإزدراء، وتابع حاكم العالم القادر علي الخفض والرفع تفحص جحافل المرتزقة
لاختيار من يراه مناسباً للجلوس علي تلك الكراسي، فحمد المواطنون الله الذي لم يجعلهم من الجالسين
علي كرسي من تلك الكراسي، وهم لا يبالون بها سواء أبقيت أم تلاشت، ويفضلون القعود علي أرض
سيدفنون يوماً تحت ترابها.

الجنرال يمتحن جيشه





1 سأل الجنرال جنوده: ماذا تفعلون حين تغزون قري ليس فيها إ ّ لا الأطفال والنساء؟ .
فأجاب الجنود: نذبح الأطفال والنساء القبيحات ونبيع النساء الجميلات للملاهي بعد اغتصابهن، ونقطع
الشجر، ونردم الآبار، ونسمم الأنهار .
سأل الجنرال جنوده: وماذا ستفعلون بمدائن عزلاء استسلمت بغير قتال؟ .
فأجاب الجنود: نشنق رجالها ونحرق بيوتها ومتاجرها ومعابدها .
سأل الجنرال جنوده: وماذا تفعلون بالجرحي؟ .
فأجاب الجنود: نصغي إلي أنينهم الشبيه بالغناء ونحن ندخن السجائر .
سأل الجنرال جنوده: ماذا تفعلون بالجرحي؟ .
فأجاب الجنود: نستخدمهم مصيدة لقتل أطبائهم الهارعين لاسعافهم .
سأل الجنرال جنوده: وماذا تفعلون بكلّ أرض تحتلونها؟ .
فأجاب الجنود: ستصبح الأرض أرضنا وأرض من يرثنا ويأتي من بعدنا .
سأل الجنرال جنوده: ومن هم أعداؤكم؟ .
فأجاب الجنود: كلّ الناس ما عدا أولادنا وأحفادنا .
فس  ر الجنرال بأجوبة جنوده، وأهداهم أسلحة حديثة غير معروفة قائلاً لهم: هذه الأسلحة كفيلة
وحدها بإبادة أعدائكم بغير تعب .
فشكر الجنود لجنرالهم هداياه الكريمة، ولكّنهم لم يستخدموها لأّنها تسلب مهنة القتل قدراتها علي الإمتاع
والتسلية.
2  سأل الجنرال جنديه الجديد: ماذا تري حين تنام؟ .
فأجاب الجندي: أري أّني طفل يلعب مع أطفال يتقاذفون بأقدامهم رأساً مقطوعاً بدلاً من الكرة .
سأل الجنرال جنديه الجديد: متي تضحك؟ .
فأجاب الجندي: أضحك فقط حين أؤمر .
سأل الجنرال جنديه الجديد: ومتي تحزن؟ .
فأجاب الجندي: أحزن إلي حد الجنون حين أري أحياء تمنعني الأوامر من قتلهم .
سأل الجنرال جنديه الجديد: بماذا تفكر وأنت تقتل خصماً؟ .
فأجاب الجندي: أفكر باحثاً عن أسلوب مختلف أقتل به الخصم الثاني حّتي لا أقّلد ما فعلته في المرة الأولي
.
فابتسم الجنرال معجباً بمن لا يزال محتاجاً إلي مزيد من الإعداد والتدريب.
3  أمر الجنرال جنوده بالنوم، فناموا فوراً، ورأوا في أثناء نومهم أنهم أطفال صغار يسبحون في بحر
ذي ماء أحمر اللون مطلقين الصيحات المرحة.

تزفيت الوطن والمواطن!



أذيع البلاغ رقم واحد الذي ز ّ ف إلي المواطنين العرب البشري بوقوع أول انقلاب عسكري، سيحرر الأرض
من الاحتلال والاستغلال، وينقل الجنة من السماء إلي الأرض، ويهب قصورها مجاناً للمواطنين قاطبة،
فبادرت المرأة الغريبة الأطوار والمسماة بالحرية إلي الخروج من بيتها في الوطن العربي، ولم تعد إليه،
واختفت كأنها لم تكن يوماً موجودة، فتساءل عنها الناس بقلق، وظنوا أن سيارة مسرعة أو دبابة قد
دهستها، ولكنهم لم يجدوا اسمها في سجل أي مستشفي أو مخفر شرطة، وتذكروا أنها كانت تدعي امتلاك
قدرات ستتيح لهم أن يتكلموا متي شاؤوا معبرين عن كل آرائهم من دون خشية من أحد، وأن يختاروا
نوابهم في البرلمانات وحكامهم ودساتيرهم وقوانينهم ونوع الحياة القادر علي إسعادهم.
وقد رجح الناس أن اختفاءها غير المسوغ ربما كان سببه أنها قد فقدت ذاكرتها فجأة، ولم تعد تتذكر أنها
تملك بيتاً في الوطن العربي أو أنها آثرت الهجرة إلي بلاد قصية وطابت لها الإقامة بها إلي حد أنها نسيت
وطنها الأصلي أو أنها اعتقلت لكونها لا تملك بطاقة هوية، ولكن كل السجناء المطلق سراحهم نفوا بثقة
أنها مسجونة، ولما تعاقبت الأحداث التي برهنت للناس أن حاكمهم هو الحر الأوحد، ولم يخلقوا إلا لخدمته
وإطاعته وتمجيده، تأكدوا من أن الحرية قد قتلت ودفنت في مكان مجهول، ولكنهم لم يقنطوا، وظلوا
يطمحون إلي الاهتداء يوماً إلي قبرها حتي يزوروه طالبين منها أن تقهر موتها وتعود إليهم، ولو عادت
إليهم لما عرفتهم، فالذين كانوا يؤمنون بأنهم قادرون علي تغيير العالم لم يعودوا قادرين علي تغيير
جواربهم، والذين كانوا يحلمون بهدم كل السجون بنوا السجون في أفواههم ورؤوسهم، والذين كانوا
يحملون المعاول والرفوش لحفر القبور لكل الأوثان تحولوا عبيداً لها، والذين كانوا يضحكون بغير سبب
باتوا لا يضحكون إلا في الأعياد الرسمية، والذين كانوا رعوداً منذرة بأشرس العواصف أصبحوا أحذية
مهترئة، والذين كانوا جياداً غير مروضة صاروا دجاجاً يقوقيء ويبيض، ولكن الحرية لن تستغرب ما جري
لهم، فما إن تختفي الحرية من حياة الناس حتي يسود الانهيار.

لماذا بكي الرازي؟






لعل أبا بكر الرازي عندما علم وهو في قبره أن اسمه قد أطلق علي مستشفي جديد في جنين الفلسطينية
تباهي بين زملائه الأموات بهذا التقدير له من مستشفي أنشئ ليعالج بشراً يواجهون أشرس احتلال وأشنع
تجويع وأبشع اذلال وأقسي هوان، ولكن تباهيه تلاشي بعد ما حدث في مخيم جنين، وتمني أن يكون
مغموراً حتي لا يصبح شاهداً علي آلام لا يحتمل رؤيتها لاحي ولا ميت:
في أثناء القصف الإسرائيلي علي مخيم جنين، اتصلت امرأة تلفونياً بمستشفي جنين، وأخبرت أحد أطبائه
أنها تعاني آلام المخاض من دون أن يكون عندها أحد يساعدها، فقال لها الطبيب أن كل سيارات الإسعاف
يمنعها الجيش الإسرائيلي من التحرك، ونصحها بأن تواجه الأمر الواقع بشجاعة، وأن تحاول الولادة
وحدها، فبوغت الطبيب بأن المرأة قد عملت فوراً بنصحه، وبدأت تصرخ صراخ الموشكة علي الولادة،
وأخبرته بعد لحظات بصوت واهن أنها أنجبت مولوداً، ولكنه لا يبكي ولا يصرخ ولا يتحرك، فقال لها
الطبيب: احتسبيه شهيداً كغيره من شهدائنا ، ولم يقل إنها أنجبت أكثر الأطفال الفلسطينيين المولودين ذكاء
ووعياً، فهو قد عرف وهو في بطن أمه ما ينتظره بعد الولادة، فإذا لم يقتل رضيعاً قُتل طفلاً أو فتي أو
شاباً بعد تعذيب وإذلال لا يطيقهما حتي الحيوان، فآثر الانتحار وخرج من بطن أمه ميتاً.
وتمكنت سيارات الإسعاف من دخول مخيم جنين، ونجحت في نقل بعض الجرحي المصابين إصابات خطيرة
إلي مستشفي جنين، فحاول الأطباء نقلهم إلي داخل مبني المستشفي لتقديم ما يحتاجون إليه من علاج
عاجل، ولكن الجنود الإسرائيليين منعوهم، وظل الجرحي مرميين علي الأرض ينزفون دماً ويئنون
ويصرخون متألمين مستغيثين حتي ماتوا. وعندئذ أمر الجنود الإسرائيليون الأطباء بنقل الجرحي إلي داخل
المستشفي.
ومن الواضح أن الجرحي قد أخطأوا خطأ فادحاً، فلو قاوموا آلامهم التي لا تقاوم، وخنقوا أنينهم كاظمين
صراخ أوجاعهم واستغاثاتهم، ولاذوا بالصمت دقائق لكان الجنود الإسرائيليون الضجرون أمروا الأطباء
بنقل الجرحي فوراً إلي المستشفي بعد أن حرموا سماع ما كان يطربهم ويبعث فيهم النشوة والدفء.
ومسح أبو بكر الرازي وجهه بتراب قبره، واقترح علي زملائه القيام بعمليات انتحارية، تحير الإسرائيليين،
ولا يتوصلون إلي معرفة فاعلها الذي يظل مجهولاً، فتعالت الأصوات مرحبة مؤيدة.

ليست بلادنا





ثمة بلاد كل شيء فيها متهم بالتقصير..
الغربان مقصرة لأنها تنعب صائحة: قاق قاق ، ولا تنعب صارخة: عاش عاش ، تقديراً لفئة مفترسة من
الناس تؤمن بأنها يحق لها وحدها أن تعيش، ولا يحق لغيرها إلا الهلاك.
المحطات التلفزيونية والإذاعية مقصرة، فهي تبذل جهدها لإقناع المواطنين بالتخلي عن عقولهم وآذانهم
وعيونهم، ولكن المواطنين ظلوا مالكي بقايا عقول تفكر وبقايا آذان تنصت وتسمع وبقايا عيون تري
وتحملق.
العصافير مقصرة، ولم تتعلم الزحف، وأثار طيرانها حسد المخترعين لها، وكانت السبب في اختراع
الطائرات الحربية.
الجوع مقصر، ولم ينجح في دفع ضحاياه إلي أن تصير وحوشاً يفترس أحدها الآخر.
الخراف مقصرة، فالمواطن يأكل لحمها بينما ينبغي لها أن تأكل المواطن ما دام البقاء للأقوي.
المعلمون مقصرون إذ يكتفون بتحويل المدارس إلي مخافر شرطة، ولا يحولونها إلي أماكن لها صفات
السجون والملاهي.
الأدباء مقصرون، فهم يصورون الفيل ذيل فأر بينما الأديب المبدع يصور ذيل الفأر نمراً شرساً سفاكاً
للدماء.
رغيف الخبز مقصر، فهو يذلّ ويروض فقط، ولا يزهق الأرواح.
المهندسون مقصرون، فهم يشيدون أبنية تتداعي وتنهار بعد سنة، ولا تنهار بعد أسبوع.
أزهار الحقول والحدائق مقصرة، وينبغي لها الاختفاء لتحل محلها الأزهار الصناعية، وعندئذ تتضاءل
البطالة، ويجد رأس مال ما الفرصة المناسبة كي ينمو ويشب ويترعرع.
رجال المعارضة مقصرون لأن وجودهم يتطلب بناء السجون، وبناء السجون يحول دون بناء القصور،
وبناء القصور هو الأهم لأسباب وطنية وقومية.
الصحافة مقصرة، ولو كانت تؤدي واجبها الإعلامي المسؤول لكان المواطن يأبي مسها، وينظر إليها نظرة
الشجرة الخضراء إلي الجراد.
الآباء مقصرون، فهم يربون أطفالهم تربية تمنحهم القدرة علي أن يصيروا في المستقبل خدماً مطيعين لقاء
أجر بينما التربية المثالية المنشودة تقضي بأن يكونوا خدماً بلا أجر.
لون السماء الأزرق مقصر، ولن ينجو من تهمة التقصير إلا إذا ارتدي الثياب السود تعاطفاً مع شعوب لا
نصير لها.
المواطنون مقصرون لأنهم مصممون علي الاستمرار في الحياة، ولا شيء في حياتهم إلا الهباء.

ألف سنة!





في ليلة من الليالي، رأي أحد الحكام القدماء في أثناء نومه أنه يمشي في بستان كثير الشجر، وبوغت
بشجرة ضخمة تهوي عليه وتقتله، فاستيقظ من نومه مرعوباً، واستدعي ثلاثة من كبار منجميه، وروي
لهم حلمه، وطالبهم بتفسيره التفسير الصحيح.
قال المنجم الأول: ستتكاثر غاباتك، وتزداد أرباح بلادك من بيع الخشب للدول الأجنبية .
وقال المنجم الثاني: لا بد من أن أحد أعدائك استخدم سحراً ضدك، ودفنه تحت شجرة، ولا بد من البحث
عنه والعثور عليه وإتلافه .
وقال المنجم الثالث: هذا حلم ليس صعب التفسير، فهو رسالة تحذير وتنبيه يقول فيها ما يريده بوضوح تام
وبلا أي غموض .
فقال الحاكم للمنجم الثالث متسائلاً بصوت غاضب: وما الذي يقوله؟ .
قال المنجم: يقول إن وفاة سيدنا الحاكم سيكون سببها شجرة من الأشجار .
فصمت الحاكم مفكراً وقد بدا عليه كأنه صدق تفسير المنجم الثالث، وعندما تكلم أمر بقطع كلّ الأشجار في
بلاده، فنُفذ أمره فوراً، وقُطعت الأشجار كافة، ولم يعد في كل البلاد التي يحكمها أية شجرة، وفقدت الطيور
أعشاشها، واضطرت إلي الهجرة والبحث عن وطن آخر.
وفي ليلة أخري، رأي الحاكم في أثناء نومه أنه في بستان بغير شجر، ويمشي علي ضفة نهر، فزلت قدمه،
وسقط في النهر، وتجمع الناس علي ضفتي النهر يتفرجون علي الحاكم وهو يغرق، ولم يحاول أي واحد
منهم إنقاذه، فأفاق الحاكم من نومه متعكر المزاج غاضباً، وطلب المنجم الذي يثق به وبصدق تفسيراته،
وحكي له عن حلمه، فشحب وجه المنجم، وقال للحاكم بصوت مذعور آسف: سيتعرض سيدنا الحاكم في
يوم آتٍ للغرق في نهر .
فقال الحاكم بصوت واثق: ولكني لن أغرق في أي نهر إذا صارت بلادي بغير أنهار .
وأمر الحاكم بإلغاء كلّ الأنهار في بلاده وبناء المزيد من السجون لمعاقبة مواطنيه العاقين، وجلس علي
كرسي الحكم مطمئناً غير مبال ببلاده التي صارت بعد سنوات أشبه بصحراء جرداء، وعاش ألف سنة.

تلخيص ما لا يلخص




طُرد السجين العجوز من سجنه بعد أن عاش فيه سنوات لا يذكر عددها بالضبط، فبادر إلي مغادرته من
دون أن يتوقع أن ينتظره خارجه أحد، فزوجته طلقته وتزوجت غيره، وأولاده يجهلون أباهم، وأمه ماتت،
وإخوته تبرؤوا منه، ومشي في الشوارع فرحاً وحزيناً في آن واحد، وبوغت بأن كل شيء قد تبدل، وبات
مختلفاً عما كان يعرفه..
رأي السجين أشجاراً تركض مرعوبة أسرع من ركض النعامة، فلم يستغرب، وحكم عليها بأنها إما واهنة
العلاقة بترابها وجذورها،وإما أن الفؤوس تطاردها، وإما أنها مطلوبة حية أو ميتة من قبل جهات لا ترحم.
ورأي السجين كلاباً تأكل لحم نمور حية، والنمور صابرة لا تقاوم، مذعنة لما يحلّ بها، فلم يتعجب، فالفأر
والنمر لا يختلفان في السلوك، وليس لهما إلا الخضوع إذا كانا سجينين مقيدين، والنمر نمر في غابته فقط،
وحين يرغم علي تركها، يرغم أيضاً علي التبدل، و من الطبيعي آنذاك أن يسود الاعتقاد أن الكلب أفضل
من النمر.
ورأي السجين أنهاراً تسير إلي الوراء محاولة الرجوع إلي ينابيعها، فتأكد من أنها تحاول تقليد الناس الذين
يحاولون بإصرار العودة إلي بطون أمهاتهم فراراً من عالم فظ، فتخفق محاولاتهم، ولكنهم لا يقنطون.
ورأي السجين رجالاً ونساء وأطفالاً يضحكون ضحكاً حقيقياً نابعاً من قلوبهم، فلم يصدق ما رأي، واقتنع
أنه نائم، وما رآه ليس إلا هذيان نائمين يحلمون.
ورأي السجين شعوباً تتثاءب غير مبالية ببراكين تثور حولها وتحدق بها، ولم ينجح في تحديد نوع
تثاؤبها، فالمستيقظ من النوم يتثاءب، والمتأهب للنوم يتثاءب، والكسلان اللامبالي البليد الخامل يتثاءب.
ورأي السجين سلاحف تطير كأنها نسور أو صقور، فلم يدهش أية دهشة، فالزمان الحالي زمان الطيران
والطيارين، وفيه طارت طائرات، وطارت مدن وقري، وطارت أوطان وأمم.
ورأي السجين رجالاً ذوي شوارب كثة يرتعدون رعباً من قطط هزيلة معتقدين أنها تتعاون سراً مع جهات
أمنية، وتخبرها بكل ما تراه وتسمعه.
ورأي السجين سيارات تعبر الشوارع مسرعة كأنها في سباق، فاعترض فجأة طريق إحداها حتي يختتم
حياته بتجريب ما لم يجربه من قبل.

مكيف مبردة مثلجة





كتب أحد شيوخ فلسطين كلمات غاضبة أشبه بولاويل محرضاً مسلمي العالم علي التبرع للفلسطينيين
بثلاجات لحفظ جثث شهدائهم لأن ما هو موجود لديهم من ثلاجات لم يعد كافياً.
وأي متابع للأخبار سيكتشف أن المسلمين لم يتبرعوا بأية ثلاجات كأنهم مؤمنون أن الشهيد يكرم بدفنه أو
كأنهم استصغروا ما طلبه الشيخ منهم، واعتبروه مهينا لهم وهم المستعدون للتبرع بأرواحهم لا بأموالهم
خاصة وإن التبرع بالمال في هذه الأيام الشمطاء يفسر بأنه دعم للارهاب الذي تحاربه الدول القابضة علي
عنق العالم وخصيتيه أو لعل المسلمين لم يتبرعوا بالثلاجات لاستحالة توصيلها أو لعلهم لم يصدقوا ما قاله
الشيخ لكونهم مقتنعين بأن الوطن العربي يزخر بثلاجات تزيد عن حاجته، وبعضها ذائع الصيت، وأشهر
ثلاجاته هي تلك الثلاجة الضخمة غير المرئية التي ابتكرها مخترع مجهول لتتسع للجيوش العربية جمعاء،
ووضعها في داخلها، وأغلق بابها عليها مطمئنا إلي أنها قد تجمدت وباتت عاجزة عن الاتيان بأية حركة،
ومن الواضح أن اطمئنانه ليس وهما، فهي جيوش لا تدبر أي انقلاب كأن المواطنين لا عمل لهم سوي
تدبيج المكاتيب الغرامية وإرسالها إلي حكامهم متشبثين بهم بحجة أن الشبعان خير من الجوعان أو كأن
جنرالات تلك الجيوش زهاد نساك لا مطامع لهم أو كأن حصتهم من أرباح الوطن تصل إليهم وهم في
مخادع النوم.
وهي جيوش لا تشن حربا علي العدو الصهيوني بحجة أنه يملك أسلحة متطورة لا تملك مثلها، ولن يتاح
لها أن تملكها بسبب أوضاع دولية معقدة.
وهي جيوش تتجاهل أن الجندي ملزم بالموت تنفيذا لعقد العمل المبرم بينه وبين الوطن، وتحبذ أن يموت
الناس دفاعا عن وطنهم بينما جنودها لن يشاركوا في أية حرب إلا إذا كانوا في ختامها أحياء ومنتصرين،
وهذه الحرب قريبة بعد أقل من مليون سنة.
كل شركات العالم تطرد أي موظف غير منتج ما عدا الشركة العربية الرسمية، فهي تحتاج إلي جيوش
عاملة، وليس لديها غير جيوش للزينة فقدت كل ما يسوغ لها البقاء في قيد الحياة، ولكنها مستمرة في
الحياة حريصة علي ألا تفقد حقها في نيل الجزية المفروضة علي الوطن، والويل للمتأخرين والمسوفين
والمماطلين!

القهوة أفيون الشعوب





غفر الله لكل جريدة عربية نشرت بسذاجة ذلك الخبر الطريف الغريب عن اكتشاف علماء روس أن القهوة
تُصيب بالجبن والخوف وتُفقد الشجاعة والجرأة، ولم تعلم تلك الجرائد أنها جعلت الفرح يختال مزغرداً
راقصاً في قصور المسؤولين العرب الذين يخشون شعوبهم ويسعون لجعلها مزيجاً من الخراف والأرانب
والببغاوات، وكلما خيل إليهم أن مساعيهم تكللت بالنجاح بوغتوا بما لم يكن بالحسبان، واتضح لهم أنهم
كانوا من الواهمين، وها هم اليوم تسنح لهم فرصة العمر، فما كانوا يبحثون عنه قد جاءهم مجاناً وبغير
تعب، ولا بد من أنهم سيحاولون الاستفادة من هذا الاكتشاف لتعميم الخوف بأمتع الوسائل وأسهلها
وأرخصها، وستنطلق أولاً أجهزتهم العلمية والأمنية لمحاربة الشاي باتهامه بأنه مسبب السرطان والإيدز
حتي يتاح للقهوة وحدها أن تصول وتجول في كل الساحات متوجة بأكاليل الغار، وستشهد الأسواق طوفاناً
من القهوة التي ستباع بأسعار رمزية بسبب ما نالته من دعم حكومي سخي، وسيراقب المختصون كل بيت
من البيوت، وكل بيت لا يحتسي سكانه القهوة بشراهة، سيشتبه به، ويعامل علي أنه مركز خفي لتدريب
المشاغبين والمتمردين والخارجين علي القانون، وستتغير المناهج المدرسية، وسيضاف إلي كل كتاب
مدرسي فصل جديد عن الفوائد الجمة للقهوة، وسيقال في الكتب المدرسية الأدبية أن المتنبي لم يوفق في
نظم قصائده الخالدة إلا لكونه من مدمني القهوة، واغتيل بينما كان يه رب نوعّا فاخراً من البن الكولومبي،
وسيقال في الكتب المدرسية العلمية إن القهوة هي التي أتاحت للعباقرة الاهتداء إلي مكتشفاتهم التي أغنت
الحضارة الإنسانية، وفي أقبية التحقيق، لن يبدأ التحقيق وملحقاته مع أي متهم إلا بعد إرغامه طوال أيام
علي احتساء القهوة، وستتغير شروط الانتساب إلي اتحادات الكتاب الرسمية، ولن يقبل أي عضو جديد إلا
إذا كان مزوداً بوثائق تثبت عدد فناجين القهوة التي يشربها في كل ساعة، وسيرغم نزلاء السجون من
عتاة المجرمين علي شرب القهوة حتي تتغير طبائعهم إلي حد أنهم يستجدون أن يعملوا في المستشفيات
وملاجيء العجزة ممرضات وقابلات. أما المسؤولون العرب الآخرون التواقون إلي أن تتحرر شعوبهم من
كل ما يحول دون تطورها، فسيكافحون القهوة بوصفها من أخطر المخدرات، ولن يفلت مهربوها وشاربوها
من حبال المشانق.

بعد خراب البصرة



أفاق أحد النقاد العرب من نومه، وتمطي وتثاءب وهو يشعر براحة من نام مائة سنة، وارتدي ثيابه علي
عجل، وخرج من بيته، وسار في الشوارع قاصداً مقهاه ملتهفاً علي تدخين النرجيلة واحتساء عدة فناجين
من القهوة، فبوغت في أثناء مشيه باكتشافه أنه لا يري الأحياء فقط بل يري أيضا الأموات غير المرئيين
لغيره من الناس، وتأكد من أن ثمة أمراً غامضاً قد حدث له وهو نائم، وجعله مالكاً لتلك المقدرة الغريبة
التي تمكنه من رؤية الكثير من الأدباء العرب الأموات المتسكعين في الشوارع، وحدق إلي ما حوله
بفضول:
كان الكاتب المصري مصطفي لطفي المنفلوطي يهرع في الشوارع باحثاً بإلحاح عن الشاعر السوري
أدونيس وهو يصيح بحنق: إذا أراد أن يتابع السطو علي إنجازاتي البلاغية، فليكن جريئاً، ويكف عن
الاختباء وراء أقنعة الحداثة .
وكان الشاعر والمسرحي المصري نجيب سرور يحوص متنقلاً بحيرة من رصيف إلي رصيف محاولاً
الاهتداء إلي مبني السفارة الصومالية كي يقدم إليها طلباً للحصول علي الجنسية الصومالية والتخلي عن
الجنسية العربية.
وكان الشاعر اللبناني خليل حاوي جالساً علي أحد الأرصفة يحملق بسخرية إلي مظاهرة غاضبة تتعالي
فيها الهتافات المنددة بأمريكا وإسرائيل، ويتمتم بصوت متهدج آسف: لو كان الكلام ينفع لما انتحرت!
وكان القاص المصري يوسف ادريس يدخل المكتبات ليغادرها محملاً بكتب لكّتاب آخرين، ويمزقها بحركات
نزقة وهو يقول: عندما كنتُ حياً كانوا كلهم أقزاماً، وعندما رحلت عن الحياة صاروا كلهم عمالقة .
وكان الشاعر العراقي بدر شاكر السياب ملتصق الظهر بحائط، يقرأ ديواناً من الشعر الحديث، وقد رمي
بالديوان فجأة إلي الأرض، وقال بصوت يقطر ندماً: لو كنت أعرف أن تطويري للشعر العربي سيؤدي إلي
مثل هذا الشعر الهراء لقضيت حياتي كلها أنظم الشعر مقلداً أحمد شوقي وابن سكرة .
ولما ملّ الناقد من التفرج علي الأدباء الأموات، سارع إلي مقهاه، ودخله، وطلب نرجيلة وفنجان قهوة،
فأهمل الجرسون طلبه، وعامله كأنه غير موجود وغير مرئي، فذهل الناقد، وأيقن أنه قد مات في أثناء
نومه، وأخرج من جيبه قلمه وأوراقه البيض، وابتدأ يكتب آراءه الحقيقية في أدباء سبق له أن امتدحهم
وقارنهم بكبار الأدباء في العالم، وكانت آراؤه الجديدة تنصحهم بالعمل في أية مهنة ما عدا مهنة الأدب،
وقد توقف عن متابعة الكتابة قانطاً عندما تنبه إلي أن ما سيكتبه لن يصل إلي القراء.

بضاعتنا المحلية




هل نضحك هازئين مما يحلّ بنا أم نلطم وجوهنا خوفاً من أيام أخري آتية تحصد الزهر وتبقي الشوك؟
هل نستمر في بناء قصور لا يحق لنا الاقتراب من أسوار حدائقها؟
هل نتخلي عن عيوننا أم نتخلي عن آذاننا وألسنتنا؟
هل نتكلم ليل نهار أم نقفل أفواهنا مؤمنين أن الكلام الساخط وحده ليس سوي غبار صيف؟
هل نرشد أبناءنا إلي الطرق الموصلة إلي جنات الحياة الدنيا أم أن المتخبط في الجحيم اليومي ليس إلا
أعمي يتصدي لقيادة مبصرين؟
هل ندرب سكاكيننا علي تقشير البصل أم ندربها علي تقطيع البطاطا استعداداً لخوض المعارك المصيرية؟
هل نتابع احتساء الماء زاعمين أنه ليس سوي تدريب علي احتساء دماء الأعداء؟
هل نغضب من الركوع للأوثان أم نطالب بزيادتها؟
هل نتعلم كيف نصبح أميين بغير معلم حتي يستغني عن ميزانيات التعليم لتضاف إلي ميزانيات التسليح؟
هل نغني الميجانا والعتابا لإسقاط مروحيات الأباتشي أم نغني المواويل الطويلة التي تعجز الراردرات
الحديثة عن اكتشافها؟
هل نقلد جدنا عباس بن فرناس أم نقلد جدنا يوسف العظمة؟
هل نتسلح حتي لا نقنط بكتاب في بيتنا رجل لمؤلفه إحسان عبد القدوس الآتي من بلاد قد تعادي من
تصادق إذا منحت مائة مليار دولار حتي يشتري كل جندي قبراً فخماً وسيارة بورش وجزمة شارل جودان
أم نتسلح بكتاب ذاكرة الجسد لمؤلفته أحلام مستغانمي الآتية من بلد المليون شهيد الطامح إلي أن يصير بلد
المليون قاريء شهيد؟
هل نرحب بالليل وكوابيسه مدعين أنه أكثر رأفة من النهار؟
هل نسير حفاة حتي لا تبلي أحذيتنا التي لا نملك غيرها أم نسير علي رؤوسنا حتي يتاح لنا أن نري ما
حولنا بغير تجميل؟
هل نشتري خياماً ونودع بيوتنا وأوطاننا بعد صدور الحكم عليها بالإعدام أم نغتال القضاة المزورين؟
هل نستطيع أن نخدع الموت إذا ظللنا متظاهرين بالموت؟
هل نؤيد من يقتلنا ببطء مبتسماً برقة أم نؤيد من يقتلنا بفظاظة بحجة أن الموت السريع أطيب؟

برعم الوردة .. قصة حب واقعية





یموت رجل الأعمال الملیاردیر وآخر كلمة یلفظھا ھي : (روزباد) أي برعم الوردة ... ترسل الصحف الأمریكیة
مندوبیھا في تحقیق مرھق طویل لمعرفة كنھ ھذا ال (روزباد).. یتحركون في كل إتجاه .. ما الذي مات الملیاردیر
وھو یتمناه ؟ .. ھو الذي أنشأ جنة صناعیة كاملة اسمھا (زانادو) فیھا كل ما یشتھي .. في نھایة الفیلم نكتشف أن
(روزباد) ھي الزحافة التي كان یلعب بھا في طفولتھ والتي اضطرت أمھ لبیعھا .. ھكذا كبر الملیاردیر وامتلك
أمریكا ذاتھا لكنھ ظل یتحرق شوقًا في عقلھ الباطن للعب بتلك الزحافة الصغیرة !... ھذه ھي القصة المؤثرة لفیلم
(المواطن كین) تحفة (أورسون ویلز)، والذي یحكي قصة حیاة ملك الصحافة الأمریكي (راندولف ھیرست)...
عندنا في العامیة المصریة نقول: "اللي ما شبعش على طبلیة أبوه عمره ما یشبع".. وھو یفسر حالة الجوع النھم لدى
كل ھؤلاء الملیاردیرات الذین یملئون المجتمع المصري الیوم ولا یشبعون من النھب أبدًا .. السبب ببساطة أنھم لم
یشبعوا في طفولتھم ..
ینطبق الكلام على المال ..
ینطبق على الحنان ..
ینطبق على الحب ..

كان یحبھا بحق .. تلك الرائحة الولیدة للعواطف القادمة لتوھا من المصنع بعد فك السیلوفان .. ھذه أول مرة تستعمل
فیھا قلبك .. ھل یعمل جیدًا ؟.. تذكر أننا ما زلنا في فترة الضمان .. رائحة المطر في الھواء والسكاشن التي تنتھي
قبل الغروب .. والشعور الألیم بأنھا ستنفد ..
السمراء المرھفة الرقیقة ذات عیني الغزال .. كان یملك تلك القدرة السحریة على رؤیة الجمال في صدیقة البطلة ..
الحمقى ینظرون بإعجاب للبطلة، ویفوتھم أن یروا ویفھموا الكنوز التي لدى صدیقتھا الخجول الصموت .. عندما
تقترب أنت وتنحني أمام العرافة المقدسة وتخبرھا كم ھي رائعة . كم ھي أسطوریة .. عندھا تستحق وحدك أنھار
اللبن والعسل التي ادخرتھا لأول من یلاحظ ذلك .. أول من یدرك أنھا أروع من صدیقتھا المفتعلة الملطخة
بالأصباغ .
ویقول رفاقي: لن تفلح
ویقول رفاقي: ھل تنجح ؟
أن ترقى درجات المذبح
وتبث الكاھنة العظمى
ترنیمة شجوى لا تبرح ؟


كان یحبھا في صمت ثلاثة أعوام، وفي حفل أسرة الكلیة بمناسبة نھایة العام طلبوا منھ أن یلقي قصیدة .. مال على
الفتى الذي یعزف الأرغن الكھربي وطلب منھ أن یتابع القصیدة بلحن (أرانجویھ).. سألھ في غیظ : إنت عاوز تقول
قصیدة والا تغني ؟...
لن یفھم ..
وقف وبصوت مرتجف وعلى خلفیة اللحن الرھیب، خرج الصوت متسربًا لأوتار قلوب الجالسین .. لو كان صوتًا
واثقًا أو أكثر ثباتًا قلیلاً لما أحدث ھذا التأثیر .. كان صادقًا وقد تلقى الجمیع الإشارة بذلك .. كانت روحھ ھي التي
تتكلم ..
ومھما كنت أو صرت .. أحبك مثلما أنت
فلا تتغیري أبدًا .. وكوني دائمًا أنت
..........................................
بعیدًا أنت تنسابین والأنظار تفترسك
وداعًا طفلتي السمراء حقًا سوف افتقدك ..
بعد الحفل تدنو منھ لتقول لھ في لطف: كنت رائعًا .. یتراجع للخلف ویضرب الجدار بظھره شاعرًا بأنھ یذوب في
الأبدیة .. وفي سره یھمس:
جاءت لتھمس : قد أجدت ..
فیا ملاكي رفرفي !
لو أنھا كانت تعي ..
أني احترقت كما الذبابة في لھیب تلھفي !
یقول لھا وھو یوشك على الإغماء:
"القصیدة دي كانت لك !"
تقول وھي تنظر في عینیھ:
"ما انا عارفة!"
ألھذا یطلق الفرنسیون على الحب اسم (المیتة الصغرى) ؟.. أنت تموت فعلاً ..


تبدأ أیام الحلم ...
أطفال تغمرنا النشوة
نتبادل ألفاظًا خجلى ..
ألتذ براءة ضحكتھا..
أجتر عبیر سذاجتھا..
وتجاھد كي تبدو أنثى
وأكافح كي أبدو رجلا !
...............
إني أھواھا .. تھواني ..
یكفیھا ھذا .. یكفیني ..
ككل قصة حب أخرى لابد أن تفنى .. تفنى بالفراق أو الزواج .. المھم أنھا تفنى .. كان ھو الذي أدرك أن الحب
جمیل لكن تبعاتھ مستحیلة قاسیة .. حسابھ في المصرف بضعة جنیھات .. إنھ طالب لم ینھ دراستھ بعد .. والده مدیر
شركة كبرى لكنھ مدیر شركة لم یختلس قط، لذا كان حسابھ في المصرف أسوأ من حساب صاحبنا .. لماذا أطلب
منك الانتظار من أجل حلم قد لا یكون أبدًا ؟.. صدیقاتك یظفرن بالزیجات الثریة .. صدیقاتك ینلن كل شيء ..
فرسان الأحلام یحلقون في السماء من حولكن .. أنتن كبیرات ناضجات أما نحن فبعد أطفال نتلقى المصروف من
آبائنا، ونتشاجر على لفافة تبغ وجدناھا في درج أحدنا .. طیري مع صدیقاتك .. طیري .. أتركیني ھنا في الوحل ..
ولا تعودي أبدًا ..
تبكي .. تدفن عینیھا الجمیلتین في مندیلھا فیصرخ فیھا: طیري !!... طیري !
الیوم یعرف كم كان حكیمًا في قراره ھذا عندما لم یستطع أن یتزوج إلا بعد سن الثلاثین ..
من دونك لن أزعم أبدًا أني أتنفس من دونك ..
من دونك أھذي .. أتثاءب .. أكتب أوراقًا .. أتعثر ..
ولبضع ثوان أتمادى ..
ولبضع قرون أتقھقر ..
أحیانًا أضحك .. أتناسى
أھمس ألفاظًا وسنانة ..

وأخط عبارات الشكوى من فوق جدار الزنزانة ...
یمر أمام بیتھا في شارع النحاس كما فعل ألف مرة من قبل .. ھذه المرة یرى بوضوح باقة الأزھار في شرفتھا
بالطابق الخامس ... رسالة صامتة بلیغة:
وكانت باقة الازھار تنظر لي من الشرفة ..
لقد كانت تواسیني ..
تفتش في قفار العطف عن لفظ یعزیني ..
ورغم ضراوة الأشواك قد أحسست بالألفة ..
لقد كانت تصارحني بما قد كان في أمسي ..
ولم تجھل حكایا الوھم .. والآھات واللھفة ...

لماذا یتذكر ھذا الآن ؟.. منذ ذلك الحین كف عن كتابة الشعر .. اكتسب ھذا الاكتئاب الساخر مع تلك اللمسة المتعبة
التي یعرفھا كل من قابلھ .. إنھ یتذكر .. كان ھناك حب حقیقي حریف في حیاتھ وقد اكتملت عناصره، لكنھ ضاع
للأبد ... ربما یشعر بدنو النھایة .. ربما یھمس وھو یرى عباءة الموت تظلل عینیھ: برعم الوردة .. روزباد ...
عندھا لا تتساءلوا كثیرًا یا سادة ...
مھما حقق صاحبنا من نجاح أو انتصار .. مھما شاب شعره ... مھما اكتسب من حكمة .. فھو لم یتذوق الوجبة
الوحیدة التي اشتھاھا حقًا ..

ما حدش یعلمني غلط




لابد أنك جربت ھذه التجربة أو تذكرھا منذ أیام المدرسة .. ھات طبقًا ملیئًا بالماء وثبت شمعة فیھ.. ثم أشعل الشمعة
واقلب كوبًا منكسًا فوقھا .. سوف تبقى مشتعلة بضع ثوان ثم تخمد ویمتلئ الكوب بالدخان الأبیض ویرتفع الماء فیھ
.. لماذا حدث ھذا ؟... كل الناس تعتقد وكل الكتب المدرسیة تفسر ما حدث بأن النار استھلكت الأكسجین في الكوب
مما أدى إلى دخول الماء إلیھ لیملأ نفس الحیز وھو حوالي الخمس.. ھذا ما وجدنا علیھ آباءنا وھذا ما علمتھ لابني
.. إلى أن وقع في یدي كتاب (الفیزیاء المسلیة) لكاتب روسي مشاغب ھو (یاكوف بریلمان) مشكلتھ في الحیاة ھي
أن یخبرك بأنك – البعید – لا تفھم .. بریلمان یقول إن ھذه التجربة وصفھا الفیزیائي القدیم فیلون البیزنطي منذ ألفي
عام وقد فسرھا بشكل صحیح .. یمكن أن تتم التجربة لو اكتفینا بتدفئة الكوب من دون نار، أو لو استعملنا قطنة
مبتلة بالكحول تشتعل وقتًا طویلاًَ.. فالماء عندھا سوف یصل لنصف الكوب ولیس لخمسھ .. ثم أن الأكسجین
المحترق لن یختفي من الوجود بل سیخلف ثاني أكسید كربون .. إذن لیس الموضوع ھو احتراق الأكسجین لكنھ
ارتفاع حرارة الھواء بالكوب مما یؤدي لنقص ضغطھ وبالتالي یندفع الماء للداخل تحت تأثیر الضغط الجوي ..
ھل ترید المزید ؟.. مثلاً لا یوجد شيء یدعى قوى الطرد المركزي التي تتخیل أنھا ھي ما یقذف بك من باب
السرفیس عندما یدور بھ السائق المسجل خطر بسرعة في المنحنى .. ما یحدث ھو قوة القصور الذاتي تتحرك على
مماس دائرة .. طبعًا ھذا لن یھمك وأنت تطیر في الھواء لتضرب الرصیف لكن یجب أن تعرف اسم القوة التي
جرحتك أو فتحت دماغك..
في طفولتي كنت أرید أن أكون ضابطًا ثم كبرت فتمنیت أن أكون طبیبًا وكبرت أكثر فتمنیت أن أكون مفتشًا في
الرقابة الإداریة (وھذه لیست دعابة) !... احتجت إلى أربعین عامًا كي أفھم أن مھنة المدرس ھي أھم مھنة في
الكون، وأن المدرس ھو من یصنع الضابط والطبیب ومفتش الرقابة الإداریة ..
أنا قد تعلمت على أیدي أفضل معلمین على الإطلاق عندما كاد المعلم أن یكون رسولاً فعلاً.. كانوا یخافون الله
ویراعون ضمیرھم ولولا أننا كنا مراھقین قلیلي الأدب لقبلنا أیدیھم صباحًا ومساء، لكنھم لم یفطنوا ھم أیضًا لمعنى
ت .. حد X اختبار المعلومة وتفنیدھا .. اذكر كیف أن مدرس العلوم لوح بالخیرزانة في الھواء وقال لنا: "ج = م
عنده اعتراض ؟"
ھكذا ثبتت المعلومة في أذھاننا للأبد !!.. الجھد یساوي حاصل شدة التیار في المقاومة بلا تجارب ولا وجع دماغ ..
ولم نتساءل قط لماذا ؟.. ولم نتخیل ماذا لو لم یساو جیم میمًا في تاء ؟ ..
ھناك مشكلة حقیقیة في فلسفة التعلیم في مصر ھي أعمق من مشاكل الدروس الخصوصیة والسنة الابتدائیة السادسة
.. التلقین ھو الأساس ولا یتم أبدًا البحث عن المعلومة بشكل جدلي .. حتى ھذا التلقین قد یكون خطأ كما رأینا في
المثال الأول لأن كل الكتب المدرسیة تصر على أن نقص الأكسجین ھو السبب، بینما فھمھا فیلون البیزنطي منذ
عشرین قرنًا ..
ھذا یؤدي إلى ان الطریقة العلمیة ذاتھا مھتزة لدى الكثیرین .. بل لدى من یفترض منھم أن یعلموا الطریقة العلمیة
ذاتھا .. لا اخفي سرًا إذا قلت أن أكثر أعضاء التدریس – باستثناء من ھم مختصون بھذا - لا یفھمون مبادئ
الإحصاء ولا كیفیة تصمیم بحث علمي ..
ھذا كلام مھم جدًا، وأراه السبب الوحید الذي یجعل أمریكا قادرة على ضربنا بالجزمة .. بعبارة أخرى ھم ھزمونا
بأفكار (كانط) و(دیكارت) . بطریقتھم العلمیة وفھمھم الصحیح للبحث العلمي.. قرأت بحثًا طریفًا یحمل اسم وزارة الصحة قامت فیھ بالتالي: أعطت العقار لمجموعة مرضى بالتھاب الكبد (سي) ثم لاحظت وظائف الكبد
ونسبة الفیروس في الدم لعدة أشھر ووجدت تحسنًا ملحوظًا !.. بس كده ..
ھنا تشد شعر رأسك .. ألم یسمع ھؤلاء عن محموعة ضابطة ؟.. مجموعة لا تتلقى علاجًا أو تتلقى علاجًا مختلفًا أو
تتلقى علاجًا وھمیًا اسمھ (البلاسیبو).. لابد من مجموعة ضابطة لتقارن النتائج أما البحث بھذه الصورة فلا یجرؤ
تلمیذ في الصف الثالث الإعدادي على تقدیمھ لمعلمھ ..
عندما اكتشف (رو) مضاد الدفتریا السمي جاء بمجموعتین من مرضى الدفتریا .. حقن أطفال المجموعة الأولى ولم
یعط شیئًا لأطفال المجموعة الثانیة .. بدأ أطفال المجوعة الأولى یشفون على حین تدھور أطفال المجموعة الثانیة ..
ھنا لم یتحمل قلبھ الرحیم أكثر .. لا یمكن أن یقتل الأطفال لمجرد البحث العلمي .. ھكذا قام بحقن نفس المضاد
لأطفال المجوعتین .. شفي البعض ومات البعض ..
لكنھ جاءت اللحظة المحتومة عندما جلس كالدیك المبتل أمام أستاذه العظیم (كوخ)... القیصر كوخ .. سید العلم
الألماني الصارم .. حكى لھ ما فعلھ فكان رد كوخ القاسي ھو: لقد سمحت لقلبك بأن یفسد التجربة وبھذا جنیت على
ملایین الأطفال الذین سیصابون بالدفتریا في المستقبل .. ھؤلاء سیموتون لأنك لم تكمل تجاربك كما یجب ولأن
العالم افترض أن علاجك فعال وآمن .. من أدراك أن الأطفال الذین شفوا شفوا بفضل علاجك ؟... لماذا لا یكونون
قد شفوا من تلقاء أنفسھم ؟.. أحیانًا تتصرف الدفتریا بھذا الشكل وتشفى بلا علاج .. ربما لو استكملت التجربة
للنھایة لوجدت أن عقارك غیر ذي جدوى !
كان ھذا ھو كوخ العظیم یتكلم .. یتكلم فلم نصغ لھ ولم تصغ لھ وزارة الصحة في بحثھا الذي بالتأكید تكلف الكثیر ..
لو تعلمنا طریقة التفكیر العلمیة لكففنا عن الذعر المضحك من كسوف الشمس كما حدث منذ أعوام، ولكففنا عن
الالتفاف حول بائع دائرة الاستقبال السحریة التي تعمل (بنظریة الأیونات) عند محطات المترو، دون أن یعرف ھو
ولا أنت معنى نظریة الأیونات ھذه .. ھذه ھي قشرة العلم لا العلم نفسھ، مثلما تستعمل برامج المسابقات التلفزیونیة
الكمبیوتر كمجرد وسیلة إیضاح ملونة رخیصة، لكن الصورة من بعید ترضي المسئولین: لقد صرنا نجري
المسابقات بالكمبیوتر !.. ولكففنا عن تصدیق طب الأعشاب غیر المجرب .. لو تعلمنا طریقة التفكیر العلمي لعرفنا
لماذا تساوي جیم میمًا في تاء ...!

تدین وروشنة وسیارات مرسیدس





التغیرات الاجتماعیة التي تراھا مصر في الآونة الأخیرة عاصفة وعاتیة ومن المحتم أن تلد شیئًا ما .. ھناك أشیاء لم
یكن أحد یجسر على التفكیر فیھا بھا منذ خمسة أو ستة أعوام، والیوم صار الكلام عنھا مملاً.. الأمثلة كثیرة
ویصعب حصرھا، لكن العقل یستحضر من على السطح البرنامج التلفزیوني المذاع على الھواء الذي یتشاجر فیھ أبو
الفتاة الحامل مع أبي الفتى الذي غرر بھا، ولا ھدف للبرنامج إلا تقدیم نوع مسل من مصارعة الدیوك للمشاھدین
أثناء تناول العشاء .. المعارك الطائفیة تبرز للسطح بوضوح تام ویتم تداولھا بلا ھمس، ویقول أتباع كل دین عن
الآخر ما لم تتصوره إلا في كوابیسك .. النقد الصریح جدًا الموجھ للحاكم وابنھ دون أن یدل ھذا على مكسب
حقیقي في الحریات .. بل إن الحكومة استغلت ھذه الجرأة كالعادة لصالحھا، ووضعت المعارضة في خانة معدة لھا
سلفًا ھي خانة (أیھا العالم ..كیف لا أكون دیمقراطیة وھم یشتمونني بھذه الجرأة دون أن أسحلھم في الشوارع ؟)..
والمعارضة متحمسة لا تعرف أنھا تلعب دورًا رسم لھا من قبل ألا وھو تجمیل النظام.. والحقیقة – كما یقول د.
جلال أمین - أن ھذا التسامح یمكن أن ینقلب على الفور لو عبثت بواحد من مقدسات الحكومة الحقیقیة مثل (الكویز)
وتصدیر الغاز لإسرائیل أو دعوت إلى عصیان مدني وھو الحل الوحید الممكن لإسقاط النظام .. عندھا سترى أنیاب
الدولة الحقیقیة ..
واحدًا تلو الآخر یتھاوى أحد التابوھات السابقة. یقول الزمیل مؤمن المحمدي في مقال لھ بالدستور: "عندما یغني
اللنبي ( وقف الخلق) وھو ثمل فإنھ یخرق اثنین من المقدسات: الأغاني الوطنیة وأم كلثوم التي اعتدنا أن نعتبرھا
مصر بشكل ما .. "
لكن التغییر الذي وجدتھ فاحشًا ویھدم الكثیر من المسلمات عندي ھو ھذا (الفجر) – بضم الفاء – الذي تتعامل بھ
الإعلانات التلفزیونیة ھذا العام ..
في دراسة ممتعة في (الإیكونومیست) قرأت عن تجربة قام بھا أحد أساتذة سیكولوجیة الإعلان الذي قال إن ھناك
طریقتین للإقناع .. الطریقة ألفا التي تقوم على ترغیبك في السلعة، والطریقة جاما التي تقوم على إزالة مقاومتك ..
الإغراق مھم جدًا للطریقة جاما .. دعك من التظاھر بالدقة .. عندما أرسل ھذا العالم تلامیذه یتسولون خمسة
دولارات لم ینل أحدھم شیئًا، بینما عندما تسولوا سبعة دولارات ونصفًا حصلوا علیھا !... إن مبلغ سبعة دولارات
ونصف معقد لا یسمح بالتفكیر ویزیل بالتالي مقاومتك غیر الشعوریة .. ھذا یفسر ال 19.99 الشھیرة في أسعار
السلع ، ویبدو أن سیكولوجیة الإعلان عندنا تلعب على الطریقة جاما لكنھا كي تھدم مقاومتك تحاول تسفیھ ما كنت
تؤمن بھ من قبل .. أنت كنت مخدوعًا واھمًا .. فلتفق وتشتر سلعتنا ..
منذ زمن بعید وقیمة الكفاح والعمل معنى مقدس لا یمكن المساس بھ، لكن إعلانات التلفزیون اخترقت ھذا التابو
ببساطة .. المھندس عباس كافح في تعمیر الصحراء عشرین سنة حتى صار شیخًا أصلع مھدمًا واشترى سیارة
مرسیدس .. یا لھ من أحمق !.. بینما الولد الروش فلان أتصل برقم ھاتفي من ( 0900 ) وعلى الفور حصل على
نفس السیارة .. !
ھكذا في ثوان سخر الإعلان من قیم الكفاح ومن تعمیر الصحراء ومن كل شيء .. لم تعد ھناك قیمة في العالم إلا
الروشنة والاتصالات ..
بدأ الأمر على استحیاء مع بدایة الانفتاح في أوائل الثمانینات، عندما سمح التلفزیون لمظاھرة شعبیة بأن تظھر على
شاشتھ .. كانت مظاھرة تردد من حناجر بحت بالھتاف: مش عاوزة سؤال طبعًا مینرال !.. ھؤلاء ناس حملوا قلوبھم على أیدیھم وودعوا أطفالھم من أجل القضیة الوحیدة التي تھم ومن أجلھا نضحي بكل مرتخص وغال: المیاه
المعدنیة ..
بعدھا رأینا مع ھشام سلیم كیف أن شرائح البطاطس المقلیة ھي العامل الوحید الذي یجمع طبقات الشعب وكل فئاتھ
.. وظھر أحمد السقا الذي یضغط علیھ الزبانیة ویعذبونھ وھو مربوط في قبو مخیف، لكنھ مصر على الھتاف من
أجل قضیتھ: حاجة ساقعة ببسي .. ویوشك أن یقول: والله لأموتن علیھا ..
الفتى (الروش) یعاني من أن أباه في العیادة طول الیوم لا یفعل شیئًا إلا أن یعد المال .. لكن أنا (مكبر دماغي
وبشرب مش عارف إیھ كده)..
حتى طریقة نطق الحروف السریعة ذاتھا توحي بالاستھتار .. ھناك مذیع إعلانات لا أعرف اسمھ لكنھ دخل ھذا
المجال مع ظاھرة (طارق نور) في بدایات الانفتاح، ویوشك أن یكون المذیع الأوحد الآن. ھو الذي نسمع صوتھ
یقول: (أمیییر كرارة) في البرنامج الشھیر .. ھذا الصوت الرفیع المنبھر دائمًا یعبر أصدق تعبیر عن السعار
الاستھلاكي الذي أدخلنا فیھ السادات، فلو كان لھذا السعار صوت لكان صوتھ .. الحق نفسك .. وفر فلوسك ..
انسف .. جدد .. اشتر الآن ..
المجال الثاني الذي خرقت فیھ الإعلانات التابو ھو مجال الدین .. ھذه ظاھرة ذكیة أخرى تستغل (إیمان الروشنة)
تلك الظاھرة الجدیدة التي تغزو أوساط الشباب .. الشباب الثري أو المستریح یشعر بتأنیب الضمیر بین دنیا مغریة
ودین ینادیھ فیتخذ ھذا الحل الوسط . اللحیة الأنیقة القصیرة والبدلة السوداء والعطر الفاخر والموبایل مع التدین ..
ھكذا یشعر بأنھ جمع بین الدنیا والدین، وھذه الظاھرة ھي التي أفرزت الحجاب الذي یُلبس على الجینز أو الثیاب
الضیقة مع ماكیاج كامل یدغدغ في الرجل الشرقي ذكریات عصر الجواري؛ فالفتاة تلبس ما تحب لكنھا تضع
إصبعیھا في عین من یجرؤ على أن یطالبھا بالحجاب الصحیح.. ولو لم تجد لھا مكانًا محجوزًا في الجنة فلسوف
تندھش بحق. من أفضل ما أفرزتھ ھذه الظاھرة على كل حال ذلك الشاب عمرو خالد الذي ھو صورة أنیقة
معاصرة للداعیة، والذي ینسخ الشباب محاضراتھ ویتداولونھا عبر شبكة الإنترنت ..لم ترحم الإعلانات ظاھرة
التدین ھذه وقررت أنھا مفیدة جدًا .. لقد انتھى عصر صوت محمد الطوخي الوقور المتھدج الذي یقول : وھبة
الجزء عشرة جنیھات .. للمرة الأولى نسمع عن حج خمس نجوم وعن إیمان الموبایلات .. ھناك إعلان جذاب یسمع
فیھ الشباب أغنیة دینیة من الموبایل فیتركون لعب الاسكواش – نشاط الشباب المصري المعتاد – لیلبوا النداء..
وھكذا تصل الرسالة: اشتروا خطوط الموبایل الجدیدة واعطوني مالكم كي ننعم جمیعًا بلذة الإیمان ومستقبل باھر في
حب مصر ..
ماذا یفعلون بك یا وطني ؟.. ھل ھم شیاطین تتحرك طبقًا لخطة مرسومة أم ھم مجرد بلھاء متخبطین لا یھمھم إلا
الثراء ؟.. لا أدري . لكنني أرى مستقبلاً باسمًا من الشباب الروش الذي یكسب سیارة مرسیدس بالموبایل ویتبادل
الأغاني الدینیة ویؤمن أن المھندس عباس الذي عمر الصحراء أحمق .. فقط أدعو الله أن یقبض روحي قبل أن أقتنع
وأجري أول اتصال برقم ( 0900 ) اللعین !

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More