كتب أحد شيوخ فلسطين كلمات غاضبة أشبه بولاويل محرضاً مسلمي العالم علي التبرع للفلسطينيين
بثلاجات لحفظ جثث شهدائهم لأن ما هو موجود لديهم من ثلاجات لم يعد كافياً.
وأي متابع للأخبار سيكتشف أن المسلمين لم يتبرعوا بأية ثلاجات كأنهم مؤمنون أن الشهيد يكرم بدفنه أو
كأنهم استصغروا ما طلبه الشيخ منهم، واعتبروه مهينا لهم وهم المستعدون للتبرع بأرواحهم لا بأموالهم
خاصة وإن التبرع بالمال في هذه الأيام الشمطاء يفسر بأنه دعم للارهاب الذي تحاربه الدول القابضة علي
عنق العالم وخصيتيه أو لعل المسلمين لم يتبرعوا بالثلاجات لاستحالة توصيلها أو لعلهم لم يصدقوا ما قاله
الشيخ لكونهم مقتنعين بأن الوطن العربي يزخر بثلاجات تزيد عن حاجته، وبعضها ذائع الصيت، وأشهر
ثلاجاته هي تلك الثلاجة الضخمة غير المرئية التي ابتكرها مخترع مجهول لتتسع للجيوش العربية جمعاء،
ووضعها في داخلها، وأغلق بابها عليها مطمئنا إلي أنها قد تجمدت وباتت عاجزة عن الاتيان بأية حركة،
ومن الواضح أن اطمئنانه ليس وهما، فهي جيوش لا تدبر أي انقلاب كأن المواطنين لا عمل لهم سوي
تدبيج المكاتيب الغرامية وإرسالها إلي حكامهم متشبثين بهم بحجة أن الشبعان خير من الجوعان أو كأن
جنرالات تلك الجيوش زهاد نساك لا مطامع لهم أو كأن حصتهم من أرباح الوطن تصل إليهم وهم في
مخادع النوم.
وهي جيوش لا تشن حربا علي العدو الصهيوني بحجة أنه يملك أسلحة متطورة لا تملك مثلها، ولن يتاح
لها أن تملكها بسبب أوضاع دولية معقدة.
وهي جيوش تتجاهل أن الجندي ملزم بالموت تنفيذا لعقد العمل المبرم بينه وبين الوطن، وتحبذ أن يموت
الناس دفاعا عن وطنهم بينما جنودها لن يشاركوا في أية حرب إلا إذا كانوا في ختامها أحياء ومنتصرين،
وهذه الحرب قريبة بعد أقل من مليون سنة.
كل شركات العالم تطرد أي موظف غير منتج ما عدا الشركة العربية الرسمية، فهي تحتاج إلي جيوش
عاملة، وليس لديها غير جيوش للزينة فقدت كل ما يسوغ لها البقاء في قيد الحياة، ولكنها مستمرة في
الحياة حريصة علي ألا تفقد حقها في نيل الجزية المفروضة علي الوطن، والويل للمتأخرين والمسوفين
والمماطلين!
0 التعليقات:
إرسال تعليق