كنا ننتظرها بشغف كبير، خصوصا بعدما أضفت الإعلانات البراقة حالة من الوهج، فهى فلسطينية بدأت رحلة نجاح طويلة من الوطن اللاجئ، وحتى الصفوف الأولى من الإعلام الغربى. وعلى قدر كل هذا الانتظار.. كانت الصدمة، فشخصية إعلامية بارزة مثل "رولا جبريل" حاورت شخصيات بارزة على المستوى العربى والدولى، وهزت بحوارتها أحداثا سياسية مهمة، مما جعلها تحمل لقب "المحاورة الشرسة" وتقدم أكثر البرامج التلفزيونية نجاحا وتأثيرا في إيطاليا، ولها ثلاثة كتب وضعتها في مصاف أهم الأديبات الإيطاليات الشابات.. كما أن طريقتها المباشرة والواضحة في النقاش، جعلت التلفزيون يعرض عليها، بغض النظر عن أصلها العربي، عقدا لمدة سنتين، ثم عقدا مدى الحياة، وانتقلت بعد ذلك إلى برنامج يطرح قضايا الساعة عبر العالم.
وفى أحد حوارتها المهمة، أحرجت رولا وزير الإعلام الايطالي، حين ذكرته في برنامجها بتصريح سابق له حول الأجانب ورميهم في البحر، فتساءل "من هذه السيدة السمراء؟". هذا التساؤل العنصري جعل المذيعة الشرسة تترك اللقاء، وأدى إلى الإطاحة بالوزير الذي استقال من منصبه بعد ثلاثة أيام بالضبط.
وعندما جاءت رولا جبريل الى مصر، وتعاقدت مع قناة " القاهرة والناس" التى يملكها "حوت" الإعلان فى مصر "طارق نور" لتقدم برنامجا يحمل اسم "باب الشمس" وهو نفس الاسم الذى اختاره المخرج يسرى نصر الله لملحمته السينمائية عن القضية الفلسطينية، لم تفكر بعقليتها الخاصة التى أوصلتها الى مرتبة الإعلاميين العالميين، بل إنها فكرت بنفس الطريقة الذى يفكر بها طارق نور ومذيعو الدرجة الثانية فى مصر.
ببساطة، لم تقدم رولا جبريل فى برنامجها الأول فى مصر أى جديد، نفس الضيوف الذين تتم استضافتهم فى كل القنوات المصرية والعربية، نفس الديكور الجاف، ونفس الأسئلة، وحتى طاقم الإعداد المصرى هو نفسه الذى يشارك فى كل البرامج، الشيء الوحيد فى برنامج "باب الشمس" كان رولا جبريل نفسها، مذيعة متحررة ترتدى ملابس عصرية بديعة، طلاقتها فى الحديث دون أى حسابات مع الضيوف كما يفعل غالبية المذيعيين، طريقة الحوار الذكية جدا، والحساسة جدا.
لكنها لم تستغل مواهبها الحقيقية فى موضوعات جديدة، وشخصيات لها وزنها، فمن غير المعقول أن تحاور رولا جبريل شخصيات مؤثرة فى كل مكان، وتأتى الى مصر لتحاور فيفى عبده ومحمد هنيدى وخالد يوسف.
فكانت التوقعات تشير الى أنها ستأتى الى مصر وبحوزتها مفاجآت كبيرة، أو برنامج قوى يخرج عن أنماط البرامج المصرية الركيكة التى ترى فى المشاهد أنه مجرد إنسان متواضع الأحلام، يحب رؤية النجوم صباح مساء، ولا يكل من موضوعات النميمة والفضيحة، لكنه الدخول الخاطئ الى أرض مليئة بالموضوعات الشيقة.
فى الحلقات الأولى من برنامجها التقت رولا جبريل بالممثل الكوميدى المصرى محمد هنيدى، ثم التقت بالمخرج خالد يوسف. وفى الحلقتين بدت رولا جبريل أعلى من ضيوفها بعدة درجات، مما يعنى أننا أمام حوار غير متوازن بالمرة، فلقاؤها مع هنيدى كشف عن ممثل ضحل فكريا، لا يرى سينما خارج بلده، ولا يحلم إلا بإيرادات السوق
ومنافسة مجموعة من الممثلين الأقزام أصلا، وأن كان يتمتع بخفة دم طبيعية غير مصطنعة.
فلم يضم الحوار نقاط اشتباك كثيرة، نظرا لكون هنيدى شخصية غير مثيرة للجدل أصلا. وعلى العكس من هذه الحلقة، كان حوارها مع خالد يوسف، الذى يملك كل مواهب السيطرة على المذيعين الذين يتحدثون معه، إلا أنه فشل مع رولا جبريل فشلا ذريعا، جعله ضاجرا وناقما بصورة ملحوظة، خصوصا بعدما سخرت من آرائه السطحية حول السينما فى مصر والعالم، فبطريقة هادئة ورصينة، استطاعت المذيعة النيل من ضيفها وذبحة بسكينة باردة.
تحدثت رولا عن المشاهد والإيحاءات الجنسية التي تظهر في أفلامه والتي تختلف عن ما يقدمه الآخرون من المخرجين المصريين والعرب. بل إنها طريقة لجذب الجمهور، فرد خالد يوسف مدافعا: إن السينما المصرية تتجه إلى ما أسماه بالتحجب، موضحا أنه يختلف عن الحجاب، وأن ما يظهره هو موجود بالفعل في المجتمع المصري. وهو يظهر الفتاة التي تعجب بجسدها وتظهره من خلال ملابسها الضيقة والمكياج وما الى ذلك..
مما أثار استياء رولا من أنه يظهر هذا النموذج فقط من الفتيات في مصر، خصوصا فى فيلمه الأخير "دكان شحاته" والذى قدم فيه هيفاء وهبى كفتاة صعيدية، ترتدى ملابس لا تتفق مع روح الصعيد أو عادته فى مصر.
ووجهت رولا سؤالها إلى ضيفها عن نيته إخراج فيلم عن حرب أكتوبر، وأنه قد تلقى الدعوات الرسمية للقيام بهذا العمل.. أكد أنه يتمني القيام بهذا الفيلم وأنه بالفعل وجهت إليه الدعوى لهذا الفيلم.. وأنه سيظهر من خلال الفيلم قوة واستبسال الجندي
المصري.. فقالت رولا إن الجندي المصري خاض الكثير من الحروب، فلماذا هذا الفيلم تحديدا؟ وألمحت رولا إلى أن الفيلم سيؤدي إلى تعارض مع مبادئه المعارضه لنظام الحكم الذي يتصل اتصالا قويا مع أحداث الحرب.. فأكد خالد يوسف أنه يعترف بأن الرئيس صاحب قرار الحرب.
بسؤال رولا جبريل للمخرج خالد يوسف عن مساندته للدولة الإيرانية من خلال تصريحاته التي توحي بذلك.. فقال إنه ضد الدولة الدينية بجميع أشكالها.. وأنه من أنصار الدولة العلمانية.. لكن إيران يمكن استخدامها في صالح العرب، وأن من الخطأ وضعها بنفس الخانة مع إسرائيل.
وصل الحوار الى قمة السخرية، عندما تحدثت مقدمة البرنامج عن حلم العالمية، وهل أفلام خالد يوسف ترقى الى أن تقدم كأفلام مهمة فى تاريخ السينما المصرية والعالمية، فرد خالد يوسف وقال: إنه لا يسعى ولا لديه أى طموح للحصول على لقب مخرج عالمي.. واصفا السينما الأمريكية بالتجارية وصنف نفسه بأنه مخرج جماهيري.. مما أثار اندهاشها بهذا التعريف الجديد، والذي طالبت منه تفسيره، فقال إنه مخرج في خدمة المشاهد والجمهور.. مما جعلها تختم الحلقة وهي تقول إن المخرج خالد يوسف في خدمة الشعب كالشرطة.. فقال إنه يتشرف بأن يصبح في خدمة الشعب.
وفى أحد حوارتها المهمة، أحرجت رولا وزير الإعلام الايطالي، حين ذكرته في برنامجها بتصريح سابق له حول الأجانب ورميهم في البحر، فتساءل "من هذه السيدة السمراء؟". هذا التساؤل العنصري جعل المذيعة الشرسة تترك اللقاء، وأدى إلى الإطاحة بالوزير الذي استقال من منصبه بعد ثلاثة أيام بالضبط.
وعندما جاءت رولا جبريل الى مصر، وتعاقدت مع قناة " القاهرة والناس" التى يملكها "حوت" الإعلان فى مصر "طارق نور" لتقدم برنامجا يحمل اسم "باب الشمس" وهو نفس الاسم الذى اختاره المخرج يسرى نصر الله لملحمته السينمائية عن القضية الفلسطينية، لم تفكر بعقليتها الخاصة التى أوصلتها الى مرتبة الإعلاميين العالميين، بل إنها فكرت بنفس الطريقة الذى يفكر بها طارق نور ومذيعو الدرجة الثانية فى مصر.
ببساطة، لم تقدم رولا جبريل فى برنامجها الأول فى مصر أى جديد، نفس الضيوف الذين تتم استضافتهم فى كل القنوات المصرية والعربية، نفس الديكور الجاف، ونفس الأسئلة، وحتى طاقم الإعداد المصرى هو نفسه الذى يشارك فى كل البرامج، الشيء الوحيد فى برنامج "باب الشمس" كان رولا جبريل نفسها، مذيعة متحررة ترتدى ملابس عصرية بديعة، طلاقتها فى الحديث دون أى حسابات مع الضيوف كما يفعل غالبية المذيعيين، طريقة الحوار الذكية جدا، والحساسة جدا.
لكنها لم تستغل مواهبها الحقيقية فى موضوعات جديدة، وشخصيات لها وزنها، فمن غير المعقول أن تحاور رولا جبريل شخصيات مؤثرة فى كل مكان، وتأتى الى مصر لتحاور فيفى عبده ومحمد هنيدى وخالد يوسف.
فكانت التوقعات تشير الى أنها ستأتى الى مصر وبحوزتها مفاجآت كبيرة، أو برنامج قوى يخرج عن أنماط البرامج المصرية الركيكة التى ترى فى المشاهد أنه مجرد إنسان متواضع الأحلام، يحب رؤية النجوم صباح مساء، ولا يكل من موضوعات النميمة والفضيحة، لكنه الدخول الخاطئ الى أرض مليئة بالموضوعات الشيقة.
فى الحلقات الأولى من برنامجها التقت رولا جبريل بالممثل الكوميدى المصرى محمد هنيدى، ثم التقت بالمخرج خالد يوسف. وفى الحلقتين بدت رولا جبريل أعلى من ضيوفها بعدة درجات، مما يعنى أننا أمام حوار غير متوازن بالمرة، فلقاؤها مع هنيدى كشف عن ممثل ضحل فكريا، لا يرى سينما خارج بلده، ولا يحلم إلا بإيرادات السوق
ومنافسة مجموعة من الممثلين الأقزام أصلا، وأن كان يتمتع بخفة دم طبيعية غير مصطنعة.
فلم يضم الحوار نقاط اشتباك كثيرة، نظرا لكون هنيدى شخصية غير مثيرة للجدل أصلا. وعلى العكس من هذه الحلقة، كان حوارها مع خالد يوسف، الذى يملك كل مواهب السيطرة على المذيعين الذين يتحدثون معه، إلا أنه فشل مع رولا جبريل فشلا ذريعا، جعله ضاجرا وناقما بصورة ملحوظة، خصوصا بعدما سخرت من آرائه السطحية حول السينما فى مصر والعالم، فبطريقة هادئة ورصينة، استطاعت المذيعة النيل من ضيفها وذبحة بسكينة باردة.
تحدثت رولا عن المشاهد والإيحاءات الجنسية التي تظهر في أفلامه والتي تختلف عن ما يقدمه الآخرون من المخرجين المصريين والعرب. بل إنها طريقة لجذب الجمهور، فرد خالد يوسف مدافعا: إن السينما المصرية تتجه إلى ما أسماه بالتحجب، موضحا أنه يختلف عن الحجاب، وأن ما يظهره هو موجود بالفعل في المجتمع المصري. وهو يظهر الفتاة التي تعجب بجسدها وتظهره من خلال ملابسها الضيقة والمكياج وما الى ذلك..
مما أثار استياء رولا من أنه يظهر هذا النموذج فقط من الفتيات في مصر، خصوصا فى فيلمه الأخير "دكان شحاته" والذى قدم فيه هيفاء وهبى كفتاة صعيدية، ترتدى ملابس لا تتفق مع روح الصعيد أو عادته فى مصر.
ووجهت رولا سؤالها إلى ضيفها عن نيته إخراج فيلم عن حرب أكتوبر، وأنه قد تلقى الدعوات الرسمية للقيام بهذا العمل.. أكد أنه يتمني القيام بهذا الفيلم وأنه بالفعل وجهت إليه الدعوى لهذا الفيلم.. وأنه سيظهر من خلال الفيلم قوة واستبسال الجندي
المصري.. فقالت رولا إن الجندي المصري خاض الكثير من الحروب، فلماذا هذا الفيلم تحديدا؟ وألمحت رولا إلى أن الفيلم سيؤدي إلى تعارض مع مبادئه المعارضه لنظام الحكم الذي يتصل اتصالا قويا مع أحداث الحرب.. فأكد خالد يوسف أنه يعترف بأن الرئيس صاحب قرار الحرب.
بسؤال رولا جبريل للمخرج خالد يوسف عن مساندته للدولة الإيرانية من خلال تصريحاته التي توحي بذلك.. فقال إنه ضد الدولة الدينية بجميع أشكالها.. وأنه من أنصار الدولة العلمانية.. لكن إيران يمكن استخدامها في صالح العرب، وأن من الخطأ وضعها بنفس الخانة مع إسرائيل.
وصل الحوار الى قمة السخرية، عندما تحدثت مقدمة البرنامج عن حلم العالمية، وهل أفلام خالد يوسف ترقى الى أن تقدم كأفلام مهمة فى تاريخ السينما المصرية والعالمية، فرد خالد يوسف وقال: إنه لا يسعى ولا لديه أى طموح للحصول على لقب مخرج عالمي.. واصفا السينما الأمريكية بالتجارية وصنف نفسه بأنه مخرج جماهيري.. مما أثار اندهاشها بهذا التعريف الجديد، والذي طالبت منه تفسيره، فقال إنه مخرج في خدمة المشاهد والجمهور.. مما جعلها تختم الحلقة وهي تقول إن المخرج خالد يوسف في خدمة الشعب كالشرطة.. فقال إنه يتشرف بأن يصبح في خدمة الشعب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق