Advertisement

قصائد للشاعر المصري الشاب صابر معوض





تقارير
1_ رهان

الولد المفعم بالإحساس ..

يراهن دوما

أن جوادا يخسر ..

أو يتنازل في كل قضيةْ

لا يمكن أن يبرأَ ..

من خيبتهِ

وحماقته

وخيانته

لينازل ويخوض حروبا

يقحم حلّته

ذات الأزرار الملكيةْ

بغبار المعركة الخطرة

معركةٌ
لن تبقي للخيل المتعبةِ الهنْعاء بقيةْ
2_ تضليل

بطلٌ يرسم وجه بطولته

في الصُّحُفِ اليومية ..

في شاشاتِ التلفازْ

هو صاحب أوَّل قدمٍ

وطِئت أرض الأعداءْ

هو قائد منتصر طبعا

من دون قتالٍ

بطلٌ رغم الأعباءْ

لا ينقصه إلا ندبٌ

في حاجبه الأيسر

كي يبدو مثلي

هذا الفارس يعرف كيف يغازل ..

كيف يقاتل ..

كيف يقبل ثغر امرأةٍ

قبلتها أشهى من طعنة خنجر
في معركةٍ قد يكسبها

3_ خصيّ

صوتٌ يصدح في البريةْ

( ربِّ السجن أحب إليّ )

من طاعة هذا ( الإخشيديّ ) ..

العائد في يده سوطٌ

أعنف من نهد امرأةٍ بدويةْ

هل يعلم هذا ؟

أن خصيّا

لا يظفر بالعرش طويلا

أو يظفر ..

إن كانت أنصاف رجالٍ

سوف تسانده

وتمكنه

من فرض الجزية

ومعاشرة امرأةٍ بالحاسوب

4_ خلود

قالوا : رَحَلَ

قلت : بل يرحل عند جفاف النهرْ

إن أسرعَ في مشيتهِ

إن يصدق في كلمته

إن أوجعَ في ضربته

سيكون كما الفاروق ..

عظيماً

لا يرحل عن عالمنا أبدا

لكن السيف الخائن ..

لا يمكنه إلا

أن يُغْمَدَ في قلب الأمة



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نداءٌ من الوطن المقبرة
يا مولاي

احتدم الغيظ من السفهاءْ

قاسمني عيشي دجالٌ

وعصابة عسسٍ

لا تُبصر غير الأموال ..

ولا تَقهر غير الأحرار ..

ولا تَبطِش إلا بالضعفاءْ

أزعجهم جدا

أن الوجعَ الكامنَ في قلبي

وجعٌ عربيٌ

أغضبهم جدا

أن الثورة في صدري

قامت من أجل الفقراءْ

مضطهدٌ شعبك يا مولاي

من أجل مصاهرة الأعداءْ

كيف يكون عدوي صِهْري ؟

كيف يقاسمني أرضي

وفراشي

وطعام امرأتي

والأبناء ؟

أفزَعني هذا الليلُ الصامتُ ..

حين تحداني

إن لسان الأمةِ صارَ عقيما

لم ينطق شعرا

بعد مُعلَّقةِ بني تغلبْ

وأن الخيلَ النائمةَ بمكةَ ..

لن تذهب يوما

لتيمِّم شطر فلسطينْ

لتشُد بأزْرِ الناصرِ في القدسِ

أو تذهب لربوعِ الأندلسِ

وتؤيِّد صقرَ قريشِ ..

الصامدُ في منفاهْ

أفزعني هذا الليلُ الغاضبُ منَّا

حين تَبوَّء مِقعدهُ

فوق الجثثِ الملقاةِ ..

علي الطرقاتْ

صار ينادي الآخذَ بالثأرِ ..

من الخونةْ

صار ينادي بالمعتصمِ ..

والجيشِ الممتدِ من البصرةِ ..

لحدودِ الرومانْ

وينادي ( بالأسدِ الخطّابِ )

ليمزّقَ مَن تَاجَرَ بالأوطانْ

يا مولاي

أعداؤكَ ، ( أبناءُ القحبةِ ) ..

، بعضُ السَّاسةِ والكُهَّانْ

مازالوا يبغون النصرَ المزعومْ

نصرٌ تصنعه الكلماتْ

لا يجني منه الشعبُ ..

سوي فقرٍ وخرابٍ وضياعٍ

وحياةٍ بين الأمواتْ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


اختـزال
يا سيدي

دع عنك حرباً لم نعد أهلاً لها

واترك صهيل الخيل ..

والأشعارَ ..

واللغةَ القديمةْ

هي بلدةٌ دمرتها ، هي قريةٌ

أقحمتها ، بظلام سقطتكَ الأليمةْ

الشعر تاجٌ فوق رأسكَ ..

يوم رحتَ تقولهُ

لتحفز الأعراب يوم الزحف ..

في زمن الخيانة .. للعزيمةْ

يا سيدي يا ابن العمومةِ ..

( لا نجوتَ إذا نجوا )

أوَ كلما لاحت بشائر عزنا

تركوا القتال ..

وأهملوا نصراً ليقتسموا الوليمةْ

يا سيدي

أدركت بعد ضياع عمري

طامعاً في النصر ..

أني . عشت في وطن الهزيمةْ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( بابل )

منبلجٌ صبحُكِ يا ( بابلْ )

أيقنت أخيرا

أن المضطجعَ جواركِ ..

نجمٌ يخرج من عتباتِ التاريخ المنهزمِ ..

إلي الفتح ( الأُمويّ )

قد أعلن في ساعتهِ

أن الحريةَ محضُ سِفَاحٍ

بين الإرهابِ ..

وأحجارِ الطفلِ البدويّ

ليفتشَ بين ثيابكِ ..

عن عطرِ الشرقِ النوويّ

ويقول بتيهِ المنتصرينَ ..

الميثاقَ النبوي ..

الميثاقُ النبويُ تعثرَ ..

في رفع رؤوسِ الأعراب ورايتهم

لترفرفَ فوق البرِ الشرقيّْ

لكن عدوَّكِ بالداخلْ

يتربع فوق العرشِ ( الأُمويّ )

واختلط الحابل بالنابلْ

فمن المذنب يا بابلْ ؟

نحن أم السفر ( النبويّ ) ؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أوراقٌ من بيت الشرق

وحدي وأنا

من شرفةِ ليلي الصامتْ

أتهيأُ للعزفِ المنهكِ ..

ما بين الغربةِ والأوطانْ

وألملمُ كل مساءٍ بعضَ يقينٍ للموتْ

وعلي أنوارِ السياراتِ المسرعةِ ..

أرقبُ من سيجيء

أرقبُ صورتهُ النورانيةَ ..

الآن يغيبُ أمامي

أيتها السوسنةُ البيضاءْ

فلنرقصُ عند الأيكِ اليانعِ ..

ما بين رحيقِ الأملِ المتعبِ في وطني

وشظايا الوجعِ ، الشجنِ ، الصمتْ

قد لا أتهيبُ من خوفي

قد يحلو لي

أن أكتبَ كل الأشعارِ علي ورقٍ

من صفصافِ الحريةِ ..

قد يحلو لي

أن أعشقَ كل بناتِ الأرضِ بلا استثناءْ

من يمنعُني أن أسلبَ عتقي الضائعَ ..

أن أحرقَ صَرَخاتي

أن أشجب كل قراراتِ ( الأممِ المتحدةِ ) ..

النائمةِ هناكْ

لا تستسلمُ يا وطني

نحن جوارِكَ نشهرُ كل سيوفِ الأخوةِ ..

في وجهِ الأعداءْ
لا تستسلمُ يا وطني

فعلي رأسِ صدارةِ جيشِكَ ..

نرقبُ رفع الأعلامْ

نترقبُ خطواتِ الفارسِ قبل حلولِ الفجرِ ..

أقسمُ بالشرفِ ، بالعِرْضِ ..

أن نأتيكَ بعرشِكَ ثانيةً

وستعلمُ يا وطني أن تحالفنا بأسٌ عربيٌ

وأن تكاتفنا السامي إصرارْ

لم يبق جواري إلا النورُ يرافقني دوما

ليتَكَ تعلمُ يا وطني

أن الإخوة تركوني في نصفِ الساحةِ وانفضوا

من أجلِ وليمةْ

وأن النفطَ يباعَ علي أقدامِ امرأةٍ

ترقصُ في الحانةْ

ليتَكَ تعلمُ يا وطني كيف انتصرَ الأعداءْ

لم تُنْزَفْ قطرةَ دمٍ في معركةٍ

بل مرّوا من جنبِ حصاني مبتسمينْ

فلتلعنَ صمتي يا وطني

لم أُذبحْ يوماً من أجلكَ ..

بل صارَ الجاهُ فداءً لي

لن يدخُلَ أحدٌ من أبوابِ الشرقِ الأوسطِ ..

يحملُ أشلائي

ثمَّةَ خوفٌ لطقوسَ الحربِ ..

ستشتعلُ علي نفسِ سلامِ الحلفاءِ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مدونة الباكي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More