Advertisement

اندلاع فتنة بمنطقة القبائل الجزائرية جراء حرق مسجد بإحدى القرى

لجنة الجامع تتهم حزبا علمانيا بمحاولة بناء كنيسة بالمنطقة
الجزائر: بوعلام غمراسة
تحتدم معركة قوية بين حزب جزائري معارض وقائمين على شؤون مسجد حديث البناء بمنطقة القبائل، تعرض للهدم بدعوى أنه يشكل خطرا على كيان ضريح أحد رجال الدين الأعلام بالمنطقة. وطلبت لجنة المسجد من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة «إنقاذه من أبرهة وجيشه»، بينما اتهم قادة الحزب حزبا منافسا بالمنطقة بـ«شن حملة لتشويه سمعته».
ففي أغريب، وهي بلدة صغيرة تقع بولاية تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة)، وتعرف لدى سكان الولاية بضريح «سيدي جعفر»، الذي يملك قدسية بالمنطقة، والفقر والعزلة والخوف من الإرهاب، وقعت حادثة عشية حلول شهر رمضان الحالي، جعلتها محل اهتمام كبير في كامل أنحاء البلاد، تتعلق بحرق جزء من مسجد حديث البناء وهدم معدات استخدمت في بنائه. وتصدى القائمون على المسجد لأشخاص مجهولين حاولوا هدمه عدة مرات، ووقعت مشادات بين الطرفين خلفت جرحى، وحالة احتقان غير مسبوقة بالمنطقة، وأعلن حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، الذي يملك الأغلبية في بلدية أغريب، أنه يعارض بناء مسجد على أساس أنه «سيكون وكرا للسلفيين ودعاة التطرف».
ووجهت اللجنة الدينية للمسجد رسالة إلى الرئيس بوتفليقة، تشكو فيها «جماعة من المجرمين هدموا بيت الله الكريم عشية رمضان، ليقوم مجاهدون وأبناء شهداء (ثورة التحرير 1954 - 1962) وشباب وأطفال ونساء بمعركة للدفاع عن بيت الله دامت قرابة ساعتين، تعرضنا فيها للضرب بالعصي وقضبان الحديد والزجاجات الحارقة والحجارة حتى خارت قوانا، وسالت الدماء منا ولم يسلم من ذلك حتى الأطفال». وجاء في الرسالة أن سكان البلدة يريدون بناء جامع كبير يسع سكانها، وأن أعيان المنطقة اتفقوا على ترميم ضريح «سيدي جعفر»، الذي يبعد أن المسجد الجديد بـ30 كلم.. «لكن نبغت نابغة تدعي حب سيدي جعفر، وأنهم أصحاب سبق وحق، وأن المسجد خطر على الضريح، بينما أغلبهم لا يصلي ولا يعرف عن الإسلام إلا اسمه». واتهمت الرسالة منتخبي «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» المحليين، بـ«تحويل ضريح سيدي جعفر إلى كنيسة، وزعموا أنه مسجد وهو لا يشبهه في هندسته، ويكفي النظر إليه للحكم على حاله».
ووصفت الرسالة زعيم «التجمع» الدكتور سعيد سعدي، من دون ذكره بالاسم، بـ«أبرهة البربر»، وبأنه يدعو إلى انفصال المنطقة عن الجزائر. ودافع القائمون على المسجد عن أنفسهم ضد تهمة الإرهاب والانتماء إلى التيار السلفي المتطرف، وهي أوصاف ساقها الحزب لتبرير منع بناء مسجد جديد. وينحدر سكان أغريب من بربر شمال أفريقيا، ويتواصلون فيما بينهم باللغة الأمازيغية.
وأصدر «التجمع» بيانا أمس هاجم فيه، ضمنا، الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم» وحزب «جبهة القوى الاشتراكية» منافسه العنيد بالمنطقة، وحملهما مسؤولية «تعاظم شأن السلفية» بالقبائل. وجاء في البيان «إن حزبنا هو أول قوة سياسية بالمنطقة، ومن الطبيعي أن يتضامن مع مواطنيها الذين رفضوا أن يُفرض عليهم إسلام غريب على حساب الإسلام الذي آمن به أسلافنا.. الإسلام المرادف للسلم والتسامح». وتحدث الحزب عن «تغلغل الإرهاب تحت غطاء السلفية إلى بلدتنا، بحجة بناء مسجد جديد، في حين أن جامعنا القديم موجود وتم ترميمه بسواعد أبناء القرية».

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More